اِنَّ
اللّٰهَ
اشْتَرٰی
مِنَ
الْمُؤْمِنِیْنَ
اَنْفُسَهُمْ
وَاَمْوَالَهُمْ
بِاَنَّ
لَهُمُ
الْجَنَّةَ ؕ
یُقَاتِلُوْنَ
فِیْ
سَبِیْلِ
اللّٰهِ
فَیَقْتُلُوْنَ
وَیُقْتَلُوْنَ ۫
وَعْدًا
عَلَیْهِ
حَقًّا
فِی
التَّوْرٰىةِ
وَالْاِنْجِیْلِ
وَالْقُرْاٰنِ ؕ
وَمَنْ
اَوْفٰی
بِعَهْدِهٖ
مِنَ
اللّٰهِ
فَاسْتَبْشِرُوْا
بِبَیْعِكُمُ
الَّذِیْ
بَایَعْتُمْ
بِهٖ ؕ
وَذٰلِكَ
هُوَ
الْفَوْزُ
الْعَظِیْمُ
۟
3

قوله تعالى : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) الآية . قال محمد بن كعب القرظي : لما بايعت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمكة وهم سبعون نفسا ، قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت .

فقال : أشترط لربي عز وجل : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي ، أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم .

قالوا : فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟

قال : الجنة ، قالوا : ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فنزلت : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) .

وقرأ الأعمش : " بالجنة " .

( يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ) قرأ حمزة والكسائي : " فيقتلون " بتقديم المفعول على الفاعل بمعنى يقتل بعضهم بعضا ، ويقتل الباقون . وقرأ الآخرون بتقديم الفاعل . ( وعدا عليه حقا ) أي : ثواب الجنة لهم وعد وحق ( في التوراة والإنجيل والقرآن ) يعني أن الله عز وجل وعدهم هذا الوعد ، وبينه في هذه الكتب . وقيل : فيه دليل على أن أهل الملل كلهم أمروا بالجهاد على ثواب الجنة ، ثم هنأهم فقال : ( ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ) فافرحوا ( ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) قال عمر رضي الله عنه : إن الله عز وجل بايعك وجعل الصفقتين لك .

وقال قتادة : ثامنهم الله عز وجل فأغلى لهم .

وقال الحسن : اسمعوا إلى بيعة ربيحة بايع الله بها كل مؤمن . وعنه أنه قال : إن الله أعطاك الدنيا فاشتر الجنة ببعضها .