ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولايك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم ٣
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَٰتَهُمْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌۭ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ٣
اِنَّ
الَّذِیْنَ
یَغُضُّوْنَ
اَصْوَاتَهُمْ
عِنْدَ
رَسُوْلِ
اللّٰهِ
اُولٰٓىِٕكَ
الَّذِیْنَ
امْتَحَنَ
اللّٰهُ
قُلُوْبَهُمْ
لِلتَّقْوٰی ؕ
لَهُمْ
مَّغْفِرَةٌ
وَّاَجْرٌ
عَظِیْمٌ
۟
3
ثم مدح - سبحانه - الذين يغضون أصواتهم فى حضرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( إِنَّ الذين يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ &;يَغُضُّونَ1649;للَّهِ أولئك الذين امتحن الله قُلُوبَهُمْ للتقوى .. . ) .وقوله : ( يَغُضُّونَ ) بمعنى يخفضون . يقال : غض فلان من صوته ومن طرفه إذا خفضه . وكل شئ كففته عن غيره فقد غضضته .وقوله : ( امتحن ) أى : اختبر وأخلص ، وأصله من امتحان الذهب وإذابته ليخلص جيده من خبيثه ، والمراد به هنا : إخلاص القلوب لمراقبة الله وتقواه .أى : إن الذين يخفضون أصواتهم فى حضرة رسول الله - صلى الله علهي وسلم - وعند مخاطبتهم له . أولئك الذين يفعلون ذلك ، هم الذين أخلص الله - تعالى - قلوبهم لتقواه وطاعته ، وجعلها خالصة من أى شئ سوى هذه الخشية والطاعة .قال صاحب الكشاف : ( امتحن الله قُلُوبَهُمْ للتقوى ) من قولك : امتحن فلان لأمر كذا وجرب له ، ودرب للنهوض به ، فهو مضطلع به غير وان عنه ، والمعنى : أنهم صبروا على التقوى ، أقوياء على احتمال مشاقها . أو وضع الامتحان موضع المعرفة ، لأن تحقق الشئ باختباره ، كما يوضع الخبر موضعها ، فكأنه قيل : عرف الله قلوبهم للتقوى .وقوله : ( لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) بشارة عظيمة من الله - تعالى - لهم . أى : لهؤلاء الغاضين أصواتهم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مغفرة لذنوبهم ، وأجر كبير لا يعرف مقداره أحد سوى الله - تعالى - .ولقد التزم المسلمون بهذا الأدب فى حياة النبى - صلى الله عليه وسلم - بوعد مماته ، فقد سمع عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - رجلا يرفع صوته فى المسجد النبوى : فقال له : من أين أنت - أيها الرجل -؟ فقال : من الطائف ، فقال له : لو كنت من أهل المدينة لأوجعتك ضربا .