قال نكروا لها عرشها ننظر اتهتدي ام تكون من الذين لا يهتدون ٤١
قَالَ نَكِّرُوا۟ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِىٓ أَمْ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ٤١
قَالَ
نَكِّرُوْا
لَهَا
عَرْشَهَا
نَنْظُرْ
اَتَهْتَدِیْۤ
اَمْ
تَكُوْنُ
مِنَ
الَّذِیْنَ
لَا
یَهْتَدُوْنَ
۟
3
ثم ختم - سبحانه - هذه القصة البديعة ، ببيان ما فعله سليمان بالعرش ، وبما قاله لملكة سبأ بعد أن قدمت إليه ، وبما انتهى إليه أمرها ، فقال - تعالى - : ( قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا . . . ) .قوله : ( نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا ) من التنكير الذى هو ضد التعريف ، وهو جعل الشىء على هيئة تخالف هيئته السابقة حتى لا يعرف .أى : قال سليمان لجنوده ، بعد أن استقر عنده عرش بلقيس : غيروا لهذه الملكة عرشها ، كأن تجعلوا مؤخرته فى مقدمته ، وأعلاه أسفله .وافعلوا ذلك لكى ( نَنظُرْ ) ونعرف ( أتهتدي ) إليه بعد هذا التغيير ، أو إلى الجواب اللائق بالمقام عندما تسأل ( أَمْ تَكُونُ مِنَ الذين لاَ يَهْتَدُونَ ) إلى معرفة الشىء بعد تغيير معالمه المميزة له . أو إلى الجواب الصحيح عندما تسأل عنه .فالمقصود بتغيير هيئة عرشها : اختبار ذكائها وفطنتها ، وحسن تصرفها ، عند مفاجأتها بإطلاعها على عرشها الذى خلفته وراءها فى بلادها . وإيقافها على مظاهر قدرة الله - تعالى - وعلى ما وهبه لسليمان - عليه السلام - من معجزات .