Ingia
Mipangilio
Select an option
Al-Fatihah
Al-Baqarah
Aali-Imran
An-Nisaa
Al-Maidah
Al-An-Am
Al-Aaraf
Al-Anfal
At-Tawba
Yunus
Hud
Yusuf
Ar-Raad
Ibrahim
Al-Hijr
An-Nahl
Bani Israil
Al-Kahf
Maryam
Ta Ha
Al-Anbiyaa
Al-Hajj
Al-Muuminun
An-Nur
Al-Furqan
Ash-Shuaraa
An-Naml
Al-Qasas
Al-Ankabuut
Ar-Rum
Luqman
As-Sajdah
Al-Ahzab
Saba
Fatir
Yasyn
As-Saaffat
Sad
Az-Zumar
Al-Muumin
Ha-Mym-Sajdah
Ash-Shuura
Az-Zukhruf
Ad-Dukhan
Al-Jathiyah
Al-Ahqaf
Muhammad
Al-Fat-H
Al-Hujurat
Qaf
Adh-Dhaariyat
At-Tur
An-Najm
Al-Qamar
Ar-Rahman
Al-Waqiah
Al-Hadyd
Al-Mujadilah
Al-Hashr
Al-Mumtahinah
As-Saff
Al-Jumua
Al-Munaafiqun
At-Taghaabun
At-Talaq
At-Tahrym
Al-Mulk
Al-Qalam
Al-Haqqah
Al-Ma'arij
Nuh
Al-Jinn
Al-Muzzammil
Al-Muddaththir
Al-Qiyama
Ad-Dahr
Al-Mursalat
An-Nabaa
An-Naziat
Abasa
At-Takwyr
Al-Infitar
Al-Mutaffifyn
Al-Inshiqaq
Al-Buruj
At-Tariq
Al-A’laa
Al-Ghashiyah
Al-Fajr
Al-Balad
Ash-Shams
Al-Layl
Adh-Dhuhaa
Alam-Nashrah
At-Tyn
Al-Alaq
Al-Qadr
Al-Bayyinah
Az-Zilzal
Al-Aadiyat
Al-Qariah
At-Takaathur
Al-Asr
Al-Humazah
Al-Fyl
Quraysh
Al-Maun
Al-Kawthar
Al-Kafirun
An-Nasr
Al-Lahab
Al-Ikhlas
Al-Falaq
An-Naas
Select an option
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
Select an option
العربية
বাংলা
English
русский
Kiswahili
Kurdî
اردو
Arabic Tanweer Tafseer
Unasoma tafsir kwa kundi la aya 92:1 hadi 92:4
والليل اذا يغشى ١ والنهار اذا تجلى ٢ وما خلق الذكر والانثى ٣ ان سعيكم لشتى ٤
وَٱلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ١ وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ٢ وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلْأُنثَىٰٓ ٣ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ ٤
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
3
(ص-٣٧٧)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ اللَّيْلِ سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورَةُ في مُعْظَمِ المَصاحِفِ وبَعْضِ كُتُبِ التَّفْسِيرِ ”سُورَةَ اللَّيْلِ“ بِدُونِ واوٍ، وسُمِّيَتْ في مُعْظَمِ كُتُبِ التَّفْسِيرِ ”سُورَةَ واللَّيْلِ“ بِإثْباتِ الواوِ، وعَنْوَنَها البُخارِيُّ والتِّرْمِذِيُّ ”سُورَةَ واللَّيْلِ إذا يَغْشى“ . وهِيَ مَكِّيَّةٌ في قَوْلِ الجُمْهُورِ، واقْتَصَرَ عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ، وحَكى ابْنُ عَطِيَّةَ عَنِ المَهْدَوِيِّ أنَّهُ قِيلَ: إنَّها مَدَنِيَّةٌ، وقِيلَ: بَعْضُها مَدَنِيٌّ، وكَذَلِكَ ذَكَرَ الأقْوالَ في الإتْقانِ، وأشارَ إلى أنَّ ذَلِكَ لِما رُوِيَ مِن سَبَبِ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعالى: (﴿فَأمّا مَن أعْطى واتَّقى﴾ [الليل: ٥]) إذْ رُوِيَ ”أنَّها نَزَلَتْ في أبِي الدَّحْداحِ الأنْصارِيِّ في نَخْلَةٍ كانَ يَأْكُلُ أيْتامٌ مِن ثَمَرِها وكانَتْ لِرَجُلٍ مِنَ المُنافِقِينَ فَمَنَعَهم مِن ثَمَرِها فاشْتَراها أبُو الدَّحْداحِ بِنَخِيلٍ وجَعَلَها لَهم“ وسَيَأْتِي. وعُدَّتِ التّاسِعَةَ في عِدادِ نُزُولِ السُّوَرِ، نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَةِ الأعْلى وقَبْلَ سُورَةِ الفَجْرِ. وعَدَدُ آيِها عِشْرُونَ. * * * احْتَوَتْ عَلى بَيانِ شَرَفِ المُؤْمِنِينَ وفَضائِلِ أعْمالِهِمْ، ومَذَمَّةِ المُشْرِكِينَ ومَساوِيهِمْ وجَزاءِ كُلٍّ. وأنَّ اللَّهَ يَهْدِي النّاسَ إلى الخَيْرِ، فَهو يَجْزِي المُهْتَدِينَ بِخَيْرِ الحَياتَيْنِ والضّالِّينَ بِعَكْسِ ذَلِكَ. وأنَّهُ أرْسَلَ رَسُولَهُ ﷺ لِلتَّذْكِيرِ بِاللَّهِ وما عِنْدَهُ فَيَنْتَفِعُ مَن يَخْشى فَيُفْلِحُ (ص-٣٧٨)ويَصْدِفُ عَنِ الذِّكْرى مَن كانَ شَقِيًّا فَيَكُونُ جَزاؤُهُ النّارَ الكُبْرى وأُولَئِكَ هُمُ الَّذِينَ صَدَّهم عَنِ التَّذَكُّرِ إيثارُ حُبِّ ما هم فِيهِ في هَذِهِ الحَياةِ. وأُدْمِجَ في ذَلِكَ الإشارَةُ إلى دَلائِلِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعالى وبَدِيعِ صُنْعِهِ. * * * ﴿واللَّيْلِ إذا يَغْشى﴾ ﴿والنَّهارِ إذا تَجَلّى﴾ ﴿وما خَلَقَ الذَّكَرَ والأُنْثى﴾ ﴿إنَّ سَعْيَكم لَشَتّى﴾ . افْتِتاحُ الكَلامِ بِالقَسَمِ جارٍ عَلى أُسْلُوبِ السُّورَتَيْنِ قَبْلَ هَذِهِ، وغَرَضُ ذَلِكَ ما تَقَدَّمَ آنِفًا. ومُناسَبَةُ المُقْسَمِ بِهِ لِلْمُقْسَمِ عَلَيْهِ أنَّ سَعْيَ النّاسِ مِنهُ خَيْرٌ ومِنهُ شَرٌّ وهُما يُماثِلانِ النُّورَ والظُّلْمَةَ، وأنَّ سَعْيَ النّاسِ يَنْبَثِقُ عَنْ نَتائِجَ مِنها النّافِعُ ومِنها الضّارُّ كَما يُنْتِجُ الذَّكَرُ والأُنْثى ذُرِّيَّةً صالِحَةً وغَيْرَ صالِحَةٍ. وفِي القَسَمِ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ التَّنْبِيهُ عَلى الِاعْتِبارِ بِهِما في الِاسْتِدْلالِ عَلى حِكْمَةِ نِظامِ اللَّهِ في هَذا الكَوْنِ وبَدِيعِ قُدْرَتِهِ، وخُصَّ بِالذِّكْرِ ما في اللَّيْلِ مِنَ الدَّلالَةِ مِن حالَةِ غِشْيانِهِ الجانِبَ الَّذِي يَغْشاهُ مِنَ الأرْضِ ويَغْشى فِيهِ مِنَ المَوْجُوداتِ فَتَعُمُّها ظُلْمَتُهُ فَلا تَبْدُو لِلنّاظِرِينَ؛ لِأنَّ ذَلِكَ أقْوى أحْوالِهِ، وخُصَّ بِالذِّكْرِ مِن أحْوالِ النَّهارِ حالَةُ تَجْلِيَتِهِ عَنِ المَوْجُوداتِ وظُهُورِهِ عَلى الأرْضِ كَذَلِكَ. وقَدْ تَقَدَّمَ بَيانُ الغِشْيانِ والتَّجَلِّي في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: (﴿والنَّهارِ إذا جَلّاها﴾ [الشمس: ٣] ﴿واللَّيْلِ إذا يَغْشاها﴾ [الشمس: ٤]) في سُورَةِ الشَّمْسِ. واخْتِيرَ القَسَمُ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ لِمُناسَبَتِهِ لِلْمَقامِ؛ لِأنَّ غَرَضَ السُّورَةِ بَيانُ البَوْنِ بَيْنَ حالِ المُؤْمِنِينَ والكافِرِينَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ. وابْتُدِئَ في هَذِهِ السُّورَةِ بِذِكْرِ اللَّيْلِ ثُمَّ ذِكْرِ النَّهارِ عَكْسَ ما في سُورَةِ الشَّمْسِ؛ لِأنَّ هَذِهِ السُّورَةَ نَزَلَتْ قَبْلَ سُورَةِ الشَّمْسِ بِمُدَّةٍ وهي سادِسَةُ السُّوَرِ، وأيّامَئِذٍ كانَ الكُفْرُ مُخَيِّمًا عَلى النّاسِ إلّا نَفَرًا قَلِيلًا، وكانَ الإسْلامُ قَدْ أخَذَ في التَّجَلِّي فَناسَبَ تِلْكَ الحالَةَ بِإشارَةٍ إلى تَمْثِيلِها بِحالَةِ اللَّيْلِ حِينَ يَعْقُبُهُ ظُهُورُ النَّهارِ، ويَتَّضِحُ هَذا في جَوابِ القَسَمِ بِقَوْلِهِ: (﴿إنَّ سَعْيَكم لَشَتّى﴾) إلى قَوْلِهِ: (﴿إذا تَرَدّى﴾ [الليل: ١١]) . (ص-٣٧٩)وفِي قَوْلِهِ: (﴿إنَّ سَعْيَكم لَشَتّى﴾) إجْمالٌ يُفِيدُ التَّشْوِيقَ إلى تَفْصِيلِهِ بِقَوْلِهِ: (﴿فَأمّا مَن أعْطى﴾ [الليل: ٥]) الآيَةَ؛ لِيَتَمَكَّنَ تَفْصِيلُهُ في الذِّهْنِ. وحُذِفَ مَفْعُولُ (يَغْشى) لِتَنْزِيلِ الفِعْلِ مَنزِلَةَ اللّازِمِ؛ لِأنَّ العِبْرَةَ بِغِشْيانِهِ كُلَّ ما تَغْشاهُ ظُلْمَتُهُ. وأُسْنِدَ إلى النَّهارِ التَّجَلِّي مَدْحًا لَهُ بِالِاسْتِنارَةِ الَّتِي يَراها كُلُّ أحَدٍ ويُحِسُّ بِها حَتّى البُصَراءُ. والتَّجَلِّي: الوُضُوحُ، وتَجَلِّي النَّهارِ: وُضُوحُ ضِيائِهِ، فَهو بِمَعْنى قَوْلِهِ: (﴿والشَّمْسِ وضُحاها﴾ [الشمس: ١]) وقَوْلِهِ: (﴿والضُّحى﴾ [الضحى: ١]) . وأُشِيرَ إلى أنَّ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ كانَتْ غالِبَةً لِضَوْءِ النَّهارِ وأنَّ النَّهارَ يَعْقُبُها، والظُّلْمَةُ هي أصْلُ أحْوالِ أهْلِ الأرْضِ وجَمِيعِ العَوالِمِ المُرْتَبِطَةِ بِالنِّظامِ الشَّمْسِيِّ، وإنَّما أضاءَتْ بَعْدَ أنْ خَلَقَ اللَّهُ الشَّمْسَ، ولِذَلِكَ اعْتُبِرَ التّارِيخُ في البَدْءِ بِاللَّيالِي ثُمَّ طَرَأ عَلَيْهِ التّارِيخُ بِالأيّامِ. والقَوْلُ في تَقْيِيدِ اللَّيْلِ بِالظَّرْفِ وتَقْيِيدِ النَّهارِ بِمِثْلِهِ كالقَوْلِ في قَوْلِهِ: (﴿والنَّهارِ إذا جَلّاها﴾ [الشمس: ٣] ﴿واللَّيْلِ إذا يَغْشاها﴾ [الشمس: ٤]) في السُّورَةِ السّابِقَةِ. و(ما) في قَوْلِهِ: (﴿وما خَلَقَ الذَّكَرَ والأُنْثى﴾) مَصْدَرِيَّةٌ، أقْسَمَ اللَّهُ بِأثَرٍ مِن آثارِ قُدْرَتِهِ وهو خَلْقُ الزَّوْجَيْنِ وما يَقْتَضِيهِ مِنَ التَّناسُلِ. والذَّكَرُ والأُنْثى: صِنْفا أنْواعِ الحَيَوانِ. والمُرادُ: خُصُوصُ خَلْقِ الإنْسانِ وتَكَوُّنِهِ مِن ذَكَرٍ وأُنْثى كَما قالَ تَعالى: (﴿يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكم مِن ذَكَرٍ وأُنْثى﴾ [الحجرات: ١٣]) لِأنَّهُ هو المَخْلُوقُ الأرْفَعُ في عالَمِ المادِّيّاتِ وهو الَّذِي يُدْرِكُ المُخاطَبُونَ أكْثَرَ دَقائِقِهِ لِتَكَرُّرِهِ عَلى أنْفُسِهِمْ ذُكُورِهِمْ وإناثِهِمْ بِخِلافِ تَكَوُّنِ نَسْلِ الحَيَوانِ، فَإنَّ الإنْسانَ يُدْرِكُ بَعْضَ أحْوالِهِ ولا يُحْصِي كَثِيرًا مِنها. والمَعْنى: وذَلِكَ الخَلْقُ العَجِيبُ مِنِ اخْتِلافِ حالَيِ الذُّكُورَةِ والأُنُوثَةِ مَعَ خُرُوجِهِما مِن أصْلٍ واحِدٍ، وتَوَقَّفِ التَّناسُلِ عَلى تَزاوُجِهِما، فالقَسَمُ بِتَعَلُّقٍ مِن تَعَلُّقِ صِفاتِ الأفْعالِ الإلَهِيَّةِ وهي قِسْمٌ مِنَ الصِّفاتِ لا يُخْتَلَفُ في ثُبُوتِهِ، وإنَّما (ص-٣٨٠)اخْتَلَفَ عُلَماءُ أُصُولِ الدِّينِ في عَدِّ صِفاتِ الأفْعالِ مِنَ الصِّفاتِ، فَهي مَوْصُوفَةٌ بِالقِدَمِ عِنْدَ الماتْرِيدِيِّ، أوْ جَعْلِها مِن تَعَلُّقِ صِفَةِ القُدْرَةِ، فَهي حادِثَةٌ عِنْدَ الأشْعَرِيِّ، وهو آيِلٌ إلى الخِلافِ اللَّفْظِيِّ. وقَدْ كانَ القَسَمُ في سُورَةِ الشَّمْسِ بِتَسْوِيَةِ النَّفْسِ، أيْ: خَلْقِ العَقْلِ والمَعْرِفَةِ في الإنْسانِ، وأمّا القَسَمُ هُنا فَبِخَلْقِ جَسَدِ الإنْسانِ واخْتِلافِ صِنْفَيْهِ، وجُمْلَةُ (﴿إنَّ سَعْيَكم لَشَتّى﴾) جَوابُ القَسَمِ. والمَقْصُودُ مِنَ التَّأْكِيدِ بِالقَسَمِ قَوْلُهُ: (﴿وما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إذا تَرَدّى﴾ [الليل: ١١]) . والسَّعْيُ حَقِيقَتُهُ: المَشْيُ القَوِيُّ الحَثِيثُ، وهو مُسْتَعارٌ هُنا لِلْعَمَلِ والكَدِّ. وشَتّى: جَمْعُ شَتِيتٍ عَلى وزْنِ فَعْلى مِثْلُ قَتِيلٍ وقَتْلى، مُشْتَقٌّ مِنَ الشَّتِّ وهو التَّفَرُّقُ الشَّدِيدُ يُقالُ: شَتَّ جَمْعُهم، إذا تَفَرَّقُوا، وأُرِيدَ بِهِ هُنا التَّنَوُّعُ والِاخْتِلافُ في الأحْوالِ كَما في قَوْلِ تَأبَّطَ شَرًّا: ؎قَلِيلُ التَّشَكِّي لِلْمُلِمِّ يُصِيبُهُ كَثِيرُ الهَوى شَتّى النَّوى والمَسالِكِ وهُوَ اسْتِعارَةٌ أوْ كِنايَةٌ عَنِ الأعْمالِ المُتَخالِفَةِ؛ لِأنَّ التَّفَرُّقَ يَلْزَمُهُ الِاخْتِلافُ. والخِطابُ في قَوْلِهِ: (﴿إنَّ سَعْيَكُمْ﴾) لِجَمِيعِ النّاسِ مِن مُؤْمِنٍ وكافِرٍ. واعْلَمْ أنَّهُ قَدْ رُوِيَ في الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَلْقَمَةَ قالَ: " «دَخَلْتُ في نَفَرٍ مِن أصْحابِ عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ - الشّامَ، فَسَمِعَ بِنا أبُو الدَّرْداءِ، فَأتانا فَقالَ: أيُّكم يَقْرَأُ عَلى قِراءَةِ عَبْدِ اللَّهِ ؟ فَقُلْتُ: أنا. قالَ: كَيْفَ سَمِعْتَهُ يَقْرَأُ (﴿واللَّيْلِ إذا يَغْشى﴾) ؟ قالَ: سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: (واللَّيْلِ إذا يَغْشى والنَّهارِ إذْ تَجَلّى والذَّكَرَ والأُنْثى) . قالَ: أشْهَدُ أنِّي سَمِعْتُ النَّبِيءَ ﷺ يَقْرَأُ هَكَذا» . وسَمّاها في الكَشّافِ: قِراءَةَ النَّبِيءِ ﷺ أيْ: ثَبَتَ أنَّهُ قَرَأ بِها، وتَأْوِيلُ ذَلِكَ: أنَّهُ أقْرَأها أبا الدَّرْداءِ أيّامَ كانَ القُرْآنُ مُرَخَّصًا أنْ يُقْرَأ عَلى بَعْضِ اخْتِلافٍ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ التَّرْخِيصُ بِما قَرَأ بِهِ النَّبِيءُ ﷺ في آخِرِ حَياتِهِ وهو الَّذِي اتَّفَقَ عَلَيْهِ قُرّاءُ القُرْآنِ وكُتِبَ في المُصْحَفِ في زَمَنِ أبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وقَدْ بَيَّنْتُ في المُقَدِّمَةِ السّادِسَةِ مِن مُقَدِّماتِ هَذا التَّفْسِيرِ مَعْنى قَوْلِهِمْ: قِراءَةُ النَّبِيءِ ﷺ .
Aya Inayofuata