ثم بين - سبحانه - مظاهر قدرته ووحدانيه فقال : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ) . واللغوب : التعب والنصب والإِعياء ، مصدر لغب - كدخل - يقال لغب فلان لغوبا ، إذا اشتد تعبه وضعفه .أى : والله لقد خلقنا بقدرتنا السماوات والأرض وما بينهما من كائنات لا يعلمها إلى الله ، فى ستة أوقات وما سمنا بسبب هذا الخلق العظيم نصب أو تعب أو إعياء .فالمراد بالأيام مطلق الأوقات التى لا يعلم مقدارها إلا الله - تعالى - وقيل : هذه الأيام من أيام الدنيا ، وقيل : من أيام الآخرة .وقال سعيد بن جبير : الله - تعالى - قادر على أن يخلق السماوات والأرض وما بينهما فى لمحة ولحظة ، ولكنه - سبحانه - خلقهن فى ستة أيام ليعلم عباده التثبت فى الأمور والتأنى فيها .والمقصود بالآية الكريمة بيان كمال قدرة الله - تعالى - . والرد على من أنكر البعث والنشور . وعلى اليهود الذين زعموا أن الله - تعالى - خلق العالم فى ستة أيام ثم استراح فى اليوم السابع وهو يوم السبت .