Log masuk
Tetapan
Select an option
Al-Fatihah
Al-Baqarah
Ali-'Imran
An-Nisaa'
Al-Ma'idah
Al-An'aam
Al-A'raaf
Al-Anfaal
At-Taubah
Yunus
Hud
Yusuf
Ar-Ra'd
Ibrahim
Al-Hijr
An-Nahl
Al-Israa'
Al-Kahfi
Maryam
Taha
Al-Anbiyaa'
Al-Hajj
Al-Mu’minuun
An-Nur
Al-Furqaan
Asy-Syu'araa'
An-Naml
Al-Qasas
Al-'Ankabuut
Ar-Ruum
Luqman
As-Sajdah
Al-Ahzaab
Saba'
Faatir
Yaa siin
As-Saaffaat
Saad
Az-Zumar
Ghaafir (Al-Mu'min)
Fussilat
Asy-Syura
Az-Zukhruf
Ad-Dukhaan
Al-Jaathiyah
Al-Ahqaaf
Muhammad
Al-Fat-h
Al-Hujuraat
Qaaf
Adz-Dzaariyaat
At-Tuur
An-Najm
Al-Qamar
Ar-Rahmaan
Al-Waaqi'ah
Al-Hadiid
Al-Mujaadalah
Al-Hasyr
Al-Mumtahanah
As-Saff
Al-Jumu'ah
Al-Munaafiquun
At-Taghaabun
At-Talaaq
At-Tahriim
Al-Mulk
Al-Qalam
Al-Haaqqah
Al-Ma'aarij
Nuh
Al-Jinn
Al-Muzzammil
Al-Muddaththir
Al-Qiyamah
Al-Insaan
Al-Mursalaat
An-Naba'
An-Naazi'aat
'Abasa
At-Takwiir
Al-Infitaar
Al-Mutaffifiin
Al-Insyiqaaq
Al-Buruuj
At-Taariq
Al-A'laa
Al-Ghaasyiyah
Al-Fajr
Al-Balad
Asy-Syams
Al-Lail
Adh-Dhuha
Al-Insyiraah
At-Tiin
Al-'Alaq
Al-Qadr
Al-Bayyinah
Az-Zalzalah
Al-'Aadiyaat
Al-Qaari'ah
At-Takaathur
Al-'Asr
Al-Humazah
Al-Fiil
Quraisy
Al-Maa'uun
Al-Kauthar
Al-Kaafiruun
An-Nasr
Al-Masad
Al-Ikhlaas
Al-Falaq
An-Naas
Select an option
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
Select an option
العربية
বাংলা
English
русский
Kiswahili
Kurdî
اردو
Arabic Tanweer Tafseer
والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ٨
وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةًۭ ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
3
﴿والخَيْلَ والبِغالَ والحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وزِينَةً﴾ و(الخَيْلَ) مَعْطُوفٌ عَلى ﴿والأنْعامَ خَلَقَها﴾ [النحل: ٥]، فالتَّقْدِيرُ: وخَلَقَ الخَيْلَ. والقَوْلُ في مَناطِ الِاسْتِدْلالِ وما بَعْدَهُ مِن الِامْتِنانِ، والعِبْرَةُ في كُلٍّ، كالقَوْلِ فِيما تَقَدَّمَ مِن قَوْلِهِ تَعالى ﴿والأنْعامَ خَلَقَها لَكم فِيها دِفْءٌ﴾ [النحل: ٥] الآيَةَ. والفِعْلُ المَحْذُوفُ يَتَعَلَّقُ بِهِ ﴿لِتَرْكَبُوها وزِينَةً﴾، أيْ خَلَقَها اللَّهُ لِتَكُونَ مَراكِبَ لِلْبَشَرِ، ولَوْلا ذَلِكَ لَمْ تَكُنْ في وُجُودِها فائِدَةٌ لِعُمْرانِ العالَمِ. وعَطْفُ (وزِينَةً) بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلى شِبْهِ الجُمْلَةِ في لِتَرْكَبُوها، فَجُنِّبَ قَرْنُهُ بِلامِ التَّعْلِيلِ مِن أجْلِ تَوَفُّرِ شَرْطِ انْتِصابِهِ عَلى المَفْعُولِيَّةِ لِأجْلِهِ؛ لِأنَّ فاعِلَهُ وفاعِلَ عامِلِهِ واحِدٌ، فَإنَّ عامِلَهُ فِعْلُ (خَلَقَ) في قَوْلِهِ تَعالى ﴿والأنْعامَ خَلَقَها﴾ [النحل: ٥] إلى قَوْلِهِ تَعالى ﴿والخَيْلَ والبِغالَ﴾ فَذَلِكَ كُلُّهُ مَفْعُولٌ بِهِ لِفِعْلِ (خَلَقَها) . ولا مِرْيَةَ في أنَّ فاعِلَ جَعَلَها زِينَةً هو اللَّهُ تَعالى؛ لِأنَّ المَقْصُودَ أنَّها في ذاتِها زِينَةً، أيْ خَلَقَها تُزَيِّنُ الأرْضَ، أوْ زَيَّنَ بِها الأرْضَ، كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿ولَقَدْ زَيَّنّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ﴾ [الملك: ٥] . وهَذا النَّصْبُ أوْضَحُ دَلِيلٍ عَلى أنَّ المَفْعُولِ لِأجْلِهِ مَنصُوبٌ عَلى تَقْدِيرِ لامِ التَّعْلِيلِ. وهَذا واقِعٌ مَوْقِعَ الِامْتِنانِ فَكانَ مُقْتَصِرًا عَلى ما يَنْتَفِعُ بِهِ المُخاطَبُونَ الأوَّلُونَ في عادَتِهِمْ. وقَدِ اقْتَصَرَ عَلى مِنَّةِ الرُّكُوبِ عَلى الخَيْلِ والبِغالِ والحَمِيرِ والزِّينَةِ، ولَمْ يَذْكُرِ الحَمْلَ عَلَيْها كَما قالَ في شَأْنِ الأنْعامِ ﴿وتَحْمِلُ أثْقالَكُمْ﴾ [النحل: ٧]؛ لِأنَّهم لَمْ تَكُنْ مِن (ص-١٠٨)عادَتِهِمْ الحَمْلُ عَلى الخَيْلِ والبِغالِ والحَمِيرِ، فَإنَّ الخَيْلَ كانَتْ تُرْكَبُ لِلْغَزْوِ ولِلصَّيْدِ، والبِغالُ تُرْكَبُ لِلْمَشْي والغَزْوِ، والحَمِيرُ تُرْكَبُ لِلتَّنَقُّلِ في القُرى، وشِبْهِها. وفِي حَدِيثِ البُخارِيِّ «عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في حَجَّةِ الوَداعِ أنَّهُ قالَ: جِئْتُ عَلى حِمارِ أتانٍ ورَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي بِالنّاسِ» الحَدِيثَ. وكانَ أبُو سَيّارَةَ يُجِيزُ بِالنّاسِ مِن عَرَفَةَ في الجاهِلِيَّةِ عَلى حِمارٍ وقالَ فِيهِ: ؎خَلُّوا السَّبِيلَ عَنْ أبِي سَيّارَهْ وعَنْ مَوالِيهِ بَنِي فَـزارَهْ ؎حَتّى يُجِيزَ راكِبًا حِمَـارَهْ ∗∗∗ مُسْتَقْبِلَ الكَعْبَةِ يَدْعُو جارَهْ فَلا يَتَعَلَّقُ الِامْتِنانُ بِنِعْمَةٍ غَيْرِ مُسْتَعْمَلَةٍ عِنْدَ المُنْعَمِ عَلَيْهِمْ، وإنْ كانَ الشَّيْءُ المُنْعَمُ بِهِ قَدْ تَكُونُ لَهُ مَنافِعُ لا يَقْصِدُها المُخاطَبُونَ مِثْلُ الحَرْثِ بِالإبِلِ والخَيْلِ والبِغالِ والحَمِيرِ، وهو مِمّا يَفْعَلُهُ المُسْلِمُونَ، ولا يُعْرَفُ مُنْكِرٌ عَلَيْهِمْ، أوْ مَنافِعُ لَمْ يَتَفَطَّنْ لَها المُخاطَبُونَ مِثْلُ ما ظَهَرَ مِن مَنافِعِ الأدْوِيَةِ في الحَيَوانِ مِمّا لَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا لِلنّاسِ مِن قَبْلُ، فَيَدْخُلُ كُلُّ ذَلِكَ في عُمُومِ قَوْلِهِ تَعالى ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكم ما في الأرْضِ جَمِيعًا﴾ [البقرة: ٢٩] في سُورَةِ البَقَرَةِ، فَإنَّهُ عُمُومٌ في الذَّواتِ يَسْتَلْزِمُ عُمُومَ الأحْوالِ عَدا ما خَصَّصَهُ الدَّلِيلُ مِمّا في آيَةِ الأنْعامِ ﴿قُلْ لا أجِدُ في ما أُوحِيَ إلَيَّ مُحَرَّمًا عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ﴾ [الأنعام: ١٤٥] الآيَةَ. وبِهَذا يُعْلَمُ أنْ لا دَلِيلَ في هَذِهِ الآيَةِ عَلى تَحْرِيمِ أكَلِ لُحُومِ الخَيْلِ والبِغالِ والحَمِيرِ؛ لِأنَّ أكْلَها نادِرُ الخُطُورِ بِالبالِ لِقِلَّتِهِ، وكَيْفَ وقَدْ أكَلَ المُسْلِمُونَ لُحُومَ الحُمُرِ في غَزْوَةِ خَيْبَرَ بِدُونِ أنْ يَسْتَأْذِنُوا النَّبِيءَ ﷺ كانُوا في حالَةِ اضْطِرارٍ، وآيَةُ سُورَةِ النَّحْلِ يَوْمَئِذٍ مَقْرُوءَةٌ مُنْذُ سِنِينَ كَثِيرَةٍ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِمْ أحَدٌ، ولا أنْكَرَهُ النَّبِيءُ ﷺ . كَما جاءَ في الصَّحِيحِ: أنَّهُ «أُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أُكِلَتِ الحُمُرُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ أُتِيَ فَقِيلَ: أُكِلَتِ الحُمُرُ فَسَكَتَ، ثُمَّ أُتِيَ فَقِيلَ: أُفْنِيَتِ الحُمُرُ فَنادى مُنادِي النَّبِيءِ - صَلّى اللَّهُ (ص-١٠٩)عَلَيْهِ وسَلَّمَ - أنَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ يَنْهَيانِكم عَنْ أكْلِ لُحُومِ الحُمُرِ. فَأُهْرِقَتِ القُدُورُ» . وأنَّ الخَيْلَ والبِغالَ والحَمِيرَ سَواءٌ في أنَّ الآيَةَ لا تَشْمَلُ حُكْمَ أكْلِها، فالمَصِيرُ في جَوازِ أكْلِها ومَنعِهِ إلى أدِلَّةٍ أُخْرى. فَأمّا الخَيْلُ والبِغالُ فَفي جَوازِ أكْلِها خِلافٌ قَوِيٌّ بَيْنَ أهْلِ العِلْمِ، وجُمْهُورُهم أباحُوا أكْلَها، وهو قَوْلُ الشّافِعِيِّ وأحْمَدَ وأبِي يُوسُفَ ومُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ والظّاهِرِيِّ، ورُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وأسْماءَ بِنْتِ أبِي بَكْرٍ وعَطاءٍ والزُّهْرِيِّ والنَّخَعِيِّ وابْنِ جُبَيْرٍ. وقالَ مالِكٌ وأبُو حَنِيفَةَ: يَحْرُمُ أكْلُ لُحُومِ الخَيْلِ، ورُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ واحْتَجَّ بِقَوْلِهِ تَعالى ﴿لِتَرْكَبُوها وزِينَةً﴾، ولَوْ كانَتْ مُباحَةَ الأكْلِ لامْتَنَّ بِأكْلِها كَما امْتَنَّ في الأنْعامِ بِقَوْلِهِ ﴿ومِنها تَأْكُلُونَ﴾ [النحل: ٥]، وهو دَلِيلٌ لا يَنْهَضُ بِمُفْرَدِهِ، فَيُجابُ عَنْهُ بِما قَرَّرْنا مِن جَرَيانِ الكَلامِ عَلى مُراعاةِ عادَةِ المُخاطَبِينَ بِهِ، وقَدْ ثَبَتَتْ أحادِيثُ كَثِيرَةٌ أنَّ المُسْلِمِينَ أكَلُوا لُحُومَ الخَيْلِ في زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وعَلِمَهُ، ولَكِنَّهُ كانَ نادِرًا في عادَتِهِمْ. وعَنْ مالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - رِوايَةٌ بِكَراهَةِ لُحُومِ الخَيْلِ واخْتارَ ذَلِكَ القُرْطُبِيُّ. وأمّا الحَمِيرُ فَقَدْ ثَبَتَ أكْلُ المُسْلِمِينَ لُحُومَها يَوْمَ خَيْبَرَ، ثُمَّ نُهُوا عَنْ ذَلِكَ كَما في الحَدِيثِ المُتَقَدِّمِ، واخْتُلِفَ في مَحْمَلِ ذَلِكَ، فَحَمَلَهُ الجُمْهُورُ عَلى التَّحْرِيمِ لِذاتِ الحَمِيرِ، وحَمَلَهُ بَعْضُهم عَلى تَأْوِيلِ أنَّها كانَتْ حُمُولَتُهم يَوْمَئِذٍ فَلَوِ اسْتَرْسَلُوا عَلى أكْلِها لانْقَطَعُوا بِذَلِكَ المَكانِ فَآبُوا رِجالًا، ولَمْ يَسْتَطِيعُوا حَمْلَ أمْتِعَتِهِمْ، وهَذا رَأْيُ فَرِيقٍ مِنَ السَّلَفِ، وأخَذَ فَرِيقٌ مِنَ السَّلَفِ بِظاهِرِ النَّهْيِ؛ فَقالُوا بِتَحْرِيمِ أكْلِ لُحُومِ الحُمُرِ الإنْسِيَّةِ؛ لِأنَّها مَوْرِدُ النَّهْيِ، وأبْقَوُا الوَحْشِيَّةَ عَلى الإباحَةِ الأصْلِيَّةِ، وهو قَوْلُ جُمْهُورِ الأيِمَّةِ مالِكٍ وأبِي حَنِيفَةَ والشّافِعِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم - وغَيْرِهِمْ. (ص-١١٠)وفِي هَذا إثْباتُ حُكْمٍ تَعَبُّدِيٍّ في التَّفْرِقَةِ، وهو مِمّا لا يَنْبَغِي المَصِيرُ إلَيْهِ في الِاجْتِهادِ إلّا بِنَصٍّ لا يَقْبَلُ التَّأْوِيلَ، كَما بَيَّنّاهُ في كِتابِ مَقاصِدِ الشَّرِيعَةِ الإسْلامِيَّةِ. عَلى أنَّهُ لا يُعْرَفُ في الشَّرِيعَةِ أنْ يُحَرَّمَ صِنْفٌ إنْسِيٌّ لِنَوْعٍ مِنَ الحَيَوانِ دُونَ وحْشِيِّهِ. وأمّا البِغالُ؛ فالجُمْهُورُ عَلى تَحْرِيمِها، فَأمّا مَن قالَ بِحُرْمَةِ أكْلِ الخَيْلِ؛ فَلِأنَّ البِغالَ صِنْفٌ مُرَكَّبٌ مِن نَوْعَيْنِ مُحَرَّمَيْنِ، فَتَعَيَّنَ أنْ يَكُونَ أكْلُهُ حَرامًا، ومَن قالَ بِإباحَةِ أكْلِ الخَيْلِ فَلِتَغْلِيبِ تَحْرِيمِ أحَدِ النَّوْعَيْنِ المُرَكَّبِ مِنهُما، وهو الحَمِيرُ عَلى تَحْلِيلِ النَّوْعِ الآخَرِ وهو الخَيْلُ، وعَنْ عَطاءٍ أنَّهُ رَآها حَلالًا. والخَيْلُ: اسْمُ جَمْعٍ لا واحِدَ لَهُ مِن لَفْظِهِ عَلى الأصَحِّ، وقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿والخَيْلِ المُسَوَّمَةِ﴾ [آل عمران: ١٤] في سُورَةِ آلِ عِمْرانَ. والبِغالُ: جَمْعُ بَغْلٍ، وهو اسْمٌ لِلذَّكَرِ، والأُنْثى مِن نَوْعِ أُمِّهِ مِنَ الخَيْلِ وأبُوهُ مِنَ الحَمِيرِ، وهو مِنَ الأنْواعِ النّادِرَةِ والمُتَوَلِّدَةِ مِن نَوْعَيْنِ، وعَكْسُهُ البِرْذَوْنُ، ومِن خَصائِصِ البِغالِ عُقْمُ أُنْثاها بِحَيْثُ لا تَلِدُ. والحَمِيرُ: جَمْعُ تَكْسِيرِ حِمارٍ وقَدْ يُجْمَعُ عَلى أحْمِرَةٍ وعَلى حُمُرٍ، وهو غالِبٌ لِلذَّكَرِ مِنَ النَّوْعِ، وأمّا الأُنْثى فَأتانٌ، وقَدْ رُوعِيَ في الجَمْعِ التَّغْلِيبُ. * * * ﴿ويَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ اعْتِراضٌ في آخِرِ الكَلامِ، أوْ في وسَطِهِ عَلى ما سَيَأْتِي. و(يَخْلُقُ) مُضارِعٌ مُرادٌ بِهِ زَمَنُ الحالِ لا الِاسْتِقْبالِ، أيْ هو الآنَ يَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ أيُّها النّاسُ مِمّا هو مَخْلُوقٌ لِنَفْعِهِمْ، وهم لا يَشْعُرُونَ بِهِ، فَكَما خَلَقَ لَهُمُ الأنْعامَ والكُراعَ، خَلَقَ لَهم ويَخْلُقُ لَهم خَلائِقَ أُخْرى لا يَعْلَمُونَها (ص-١١١)الآنَ، فَيَدْخُلُ في ذَلِكَ ما هو غَيْرُ مَعْهُودٍ أوْ غَيْرُ مَعْلُومٍ لِلْمُخاطَبِينَ وهو مَعْلُومٌ عِنْدَ أُمَمٍ أُخْرى؛ كالفِيلِ عِنْدَ الحَبَشَةِ والهُنُودِ، وما هو غَيْرُ مَعْلُومٍ لِأحَدٍ ثُمَّ يَعْلَمُهُ النّاسُ مِن بَعْدُ مِثْلُ دَوابِّ الجِهاتِ القُطْبِيَّةِ؛ كالفُقْمَةِ، والدُّبِّ الأبْيَضِ، ودَوابِّ القارَّةِ الأمْرِيكِيَّةِ الَّتِي كانَتْ مَجْهُولَةً لِلنّاسِ في وقْتِ نُزُولِ القُرْآنِ، فَيَكُونُ المُضارِعُ مُسْتَعْمَلًا في الحالِ لِلتَّجْدِيدِ، أيْ هو خالِقٌ ويَخْلُقُ. ويَدْخُلُ فِيهِ كَما قِيلَ ما يَخْلُقُهُ اللَّهُ مِنَ المَخْلُوقاتِ في الجَنَّةِ، غَيْرَ أنَّ ذَلِكَ خاصٌّ بِالمُؤْمِنِينَ، فالظّاهِرُ أنَّهُ غَيْرُ مَقْصُودٍ مِن سِياقِ الِامْتِنانِ العامِّ لِلنّاسِ المُتَوَسَّلِ بِهِ إلى إقامَةِ الحُجَّةِ عَلى كافِرِي النِّعْمَةِ. فالَّذِي يَظْهَرُ لِي أنَّ هَذِهِ الآيَةَ مِن مُعْجِزاتِ القُرْآنِ الغَيْبِيَّةِ العِلْمِيَّةِ، وأنَّها إيماءٌ إلى أنَّ اللَّهَ سَيُلْهِمُ البَشَرَ اخْتِراعَ مَراكِبَ هي أجْدى عَلَيْهِمْ مِنَ الخَيْلِ والبِغالِ والحَمِيرِ، وتِلْكَ العَجَلاتُ الَّتِي يَرْكَبُها الواحِدُ ويُحَرِّكُها بِرِجْلَيْهِ وتُسَمّى (بِسِكْلاتٍ)، وأرْتالُ السِّكَكِ الحَدِيدِيَّةِ، والسَّيّاراتُ المُسَيَّرَةُ بِمُصَفّى النِّفْطِ وتُسَمّى أُطُومُوبِيلَ، ثُمَّ الطّائِراتُ الَّتِي تَسِيرُ بِالنِّفْطِ المُصَفّى في الهَواءِ، فَكُلُّ هَذِهِ مَخْلُوقاتٌ نَشَأتْ في عُصُورٍ مُتَتابِعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُها مَن كانُوا قَبْلَ عَصْرِ وُجُودِ كُلٍّ مِنها. وإلْهامُ اللَّهِ النّاسَ لِاخْتِراعِها هو مُلْحَقٌ بِخَلْقِ اللَّهِ، فاللَّهُ هو الَّذِي ألْهَمَ المُخْتَرِعِينَ مِنَ البَشَرِ بِما فَطَرَهم عَلَيْهِ مِنَ الذَّكاءِ والعِلْمِ وبِما تَدَرَّجُوا في سُلَّمِ الحَضارَةِ، واقْتِباسِ بَعْضِهِمْ مِن بَعْضٍ إلى اخْتِراعِها، فَهي بِذَلِكَ مَخْلُوقَةٌ لِلَّهِ تَعالى؛ لِأنَّ الكُلَّ مِن نِعْمَتِهِ.
Ayah sebelumnya
Ayah Seterusnya