وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُأي دعاه .فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِيأي من أهلي الذين وعدتهم أن تنجيهم من الغرق ; ففي الكلام حذف .وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّيعني الصدق .وقال علماؤنا : وإنما سأل نوح ربه ابنه لقوله : " وأهلك " وترك قوله : " إلا من سبق عليه القول " [ هود : 40 ] فلما كان عنده من أهله قال : " رب إن ابني من أهلي " يدل على ذلك قوله : " ولا تكن من الكافرين " أي لا تكن ممن لست منهم ; لأنه كان عنده مؤمنا في ظنه , ولم يك نوح يقول لربه : " إن ابني من أهلي " إلا وذلك عنده كذلك ; إذ محال أن يسأل هلاك الكفار , ثم يسأل في إنجاء بعضهم ; وكان ابنه يسر الكفر ويظهر الإيمان ; فأخبر الله تعالى نوحا بما هو منفرد به من علم الغيوب ; أي علمت من حال ابنك ما لم تعلمه أنت .وقال الحسن : كان منافقا ; ولذلك استحل نوح أن يناديه .وعنه أيضا : كان ابن امرأته ; دليله قراءة علي " ونادى نوح ابنها " .وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَابتداء وخبر .أي حكمت على قوم بالنجاة , وعلى قوم بالغرق .