ولو نشاء لطمسنا على اعينهم فاستبقوا الصراط فانى يبصرون ٦٦
وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰٓ أَعْيُنِهِمْ فَٱسْتَبَقُوا۟ ٱلصِّرَٰطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ ٦٦
وَلَوْ
نَشَآءُ
لَطَمَسْنَا
عَلٰۤی
اَعْیُنِهِمْ
فَاسْتَبَقُوا
الصِّرَاطَ
فَاَنّٰی
یُبْصِرُوْنَ
۟
3
ثم بين - سبحانه - أن هؤلاء الكافرين هم فى قبضته فى كل وقت فقال : ( وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا على أَعْيُنِهِمْ فاستبقوا الصراط فأنى يُبْصِرُونَ ) .وقوله : ( لَطَمَسْنَا ) الطمس إزالة أثر الشئ عن طريق محوه . يقال : طمست الشئ طمسا - من باب ضرب - بمعنى محوته وأزلت أثره ، والمطموس والطميس الأعمى . ومفعول المشيئة محذوف . والصراط : الطريق وهو منصوب بنزع الخافض .أى : ولو نشاء طمس أعينهم بأن نمحو عنها الرؤية والإِبصار لفعلنا ، ولكنا لم نفعل بهم ذلك فضلا منا عليهم ، ورحمة بهم ، فكان من الواجب عليهم أن يقابلوا نعمنا بالشكر لا بالكفر .وقوله - سبحانه - : ( فاستبقوا الصراط ) معطوف على ( لَطَمَسْنَا ) على سبيل الفرض .أى : لو نشاء محو أبصارهم لمحوناها ، فلو أرادوا فى تلك الحالة المبادرة إلى الطريق ليسيروا فيه ، أو ليعبروه لما استطاعوا ذلك . لأنهم كيف يستطيعون ذلك وهم لا يبصرون شيئاً .فالاستفهام فى قوله - تعالى - : ( فأنى يُبْصِرُونَ ) لاستبعاد اجتيازهم الطريق ، ونفى قدرتهم على التصرف .