¡Regala en los mejores días!
Donar
Iniciar sesión
Configuración
Select an option
Al-Fátiha
Al-Báqara
Al-Imrán
An-Nisá
Al-Máida
Al-An’ám
Al-A’ráf
Al-Anfál
At-Táuba
Yúnus
Húd
Yúsuf
Ar-Ra’d
Ibrahím
Al-Híjr
An-Náhl
Al-Isrá
Al-Káhf
Máriam
Tá-Há
Al-Anbiyá
Al-Háy
Al-Múminún
An-Núr
Al-Furqán
Ash-Shuará
An-Náml
Al-Qásas
Al-Ánkabút
Ar-Rúm
Luqmán
As-Sáyda
Al-Ahzáb
Sábá'
Fátir
Yá-Sín
As-Sáffat
Sád
Az-Zúmar
Gáfir
Fussílat
Ash-Shurá
Az-Zújruf
Ad-Duján
Al-Yáziya
Al-Ahqáf
Mujámmad
Al-Fát(h)
Al-Húyurát
Qáf
Ad-Dzáriyát
At-Túr
An-Náyam
Al-Qámar
Ar-Rahmán
Al-Wáqi’a
Al-Hadíd
Al-Muyádila
Al-Hashr
Al-Mumtájana
As-Saff
Al-Yumua
Al-Munáfiqún
At-Tagábon
At-Talák
At-Tahrím
Al-Múlk
Al-Qálam
Al-Háqqa
Al-Ma’áriy
Núh
Al-Yinn
Al-Muzámmil
Al-Mudázir
Al-Qiyáma
Al-Insán
Al-Mursalát
An-Nabá
An-Názi’at
‘Abasa
At-Takwír
Al-Infitár
Al-Mutaffifín
Al-Inshiqák
Al-Burúy
At-Táriq
Al-A’lá
Al-Ghashiya
Al-Fáyr
Al-Bálad
Ash-Sháms
Al-Láyl
Ad-Duhá
Ash-Shárh
At-Tín
Al-Álaq
Al-Qádr
Al-Báyyina
Az-Zálzala
Al-Ádiyát
Al-Qári’a
At-Takázur
Al-Ásr
Al-Húmaza
Al-Fíl
Quráish
Al-Máun
Al-Káuzar
Al-Káfirún
An-Násr
Al-Másad
Al-Ij'lás
Al-Fálaq
An-Nás
Select an option
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
Select an option
العربية
বাংলা
English
русский
اردو
Kurdî
Arabic Tanweer Tafseer
Estás leyendo un tafsir para el grupo de versículos 37:180 hasta 37:182
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ١٨٠ وسلام على المرسلين ١٨١ والحمد لله رب العالمين ١٨٢
سُبْحَـٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ١٨٠ وَسَلَـٰمٌ عَلَى ٱلْمُرْسَلِينَ ١٨١ وَٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ١٨٢
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
3
﴿سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصْفُونَ﴾ ﴿وسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ﴾ ﴿والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ﴾ خِطابُ النَّبِيءِ ﷺ تَذْيِيلًا لِخِطابِهِ المُبْتَدَأِ بِقَوْلِهِ تَعالى ﴿فاسْتَفْتِهِمْ ألِرَبِّكَ البَناتُ﴾ [الصافات: ١٤٩] الآيَةَ. فَإنَّهُ خُلاصَةٌ جامِعَةٌ لِما حَوَتْهُ مِن تَنْزِيهِ اللَّهِ وتَأْيِيدِهِ رُسُلَهُ. وهَذِهِ الآيَةُ فَذْلَكَةٌ لِما احْتَوَتْ عَلَيْهِ السُّورَةُ مِنَ الأغْراضِ جَمَعَتْ تَنْزِيهَ اللَّهِ والثَّناءَ عَلى (ص-١٩٩)الرُّسُلِ والمَلائِكَةِ وحَمْدَ اللَّهَ عَلى ما سَبَقَ ذِكْرُهُ مِن نِعْمَةٍ عَلى المُسْلِمِينَ مِن هُدًى ونَصْرٍ وفَوْزٍ بِالنَّعِيمِ المُقِيمِ. وهَذِهِ المَقاصِدُ الثَّلاثَةُ هي أُصُولُ كَمالِ النُّفُوسِ في العاجِلِ والآجِلِ؛ لِأنَّ مَعْرِفَةَ اللَّهِ تَعالى بِما يَلِيقُ بِهِ تُنْقِذُ النَّفْسَ مِنَ الوُقُوعِ في مُهاوِي الجَهالَةِ المُفْضِيَةِ إلى الضَّلالَةِ فَسُوءِ الحالَةِ. وإنَّما يَتِمُّ ذَلِكَ بِتَنْزِيهِهِ عَمّا لا يَلِيقُ بِهِ. فَأشارَ قَوْلُهُ ﴿سُبْحانَ رَبِّكَ﴾ إلَخْ إلى تَنْزِيهِهِ، وأشارَ وصْفُ ”رَبِّ العِزَّةِ“ إلى التَّوْصِيفِ بِصِفاتِ الكَمالِ، فَإنَّ العِزَّةَ تَجْمَعُ الصِّفاتِ النَّفْسِيَّةَ وصِفاتِ المَعانِي والمَعْنَوِيَّةَ لِأنَّ الرُّبُوبِيَّةَ هي كَمالُ الِاسْتِغْناءِ عَنِ الغَيْرِ، ولَمّا كانَتِ النُّفُوسُ وإنْ تَفاوَتَتْ في مَراتِبِ الكَمالِ لا تَسْلَمُ مِن نَقْصٍ أوْ حَيْرَةٍ كانَتْ في حاجَةٍ إلى مُرْشِدِينَ يُبَلِّغُونَها مَراتِبَ الكَمالِ بِإرْشادِ اللَّهِ تَعالى، وذَلِكَ بِواسِطَةِ الرُّسُلِ إلى النّاسِ وبِواسِطَةِ المُبَلِّغِينَ مِنَ المَلائِكَةِ إلى الرُّسُلِ. وكانَتْ غايَةُ ذَلِكَ هي بُلُوغَ الكَمالِ في الدُّنْيا والفَوْزَ بِالنَّعِيمِ الدّائِمِ في الآخِرَةِ. وتِلْكَ نِعْمَةٌ تَسْتَوْجِبُ عَلى النّاسِ حَمْدَ اللَّهِ تَعالى عَلى ذَلِكَ لِأنَّ الحَمْدَ يَقْتَضِي اتِّصافَ المَحْمُودِ بِالفَضائِلِ وإنْعامَهُ بِالفَواضِلِ، وأعْظَمُها نِعْمَةُ الهِدايَةِ بِواسِطَةِ الرُّسُلِ فَهُمُ المُبَلِّغُونَ إرْشادَ اللَّهِ إلى الخَلْقِ. و”رَبِّ“ هُنا بِمَعْنى: مالِكٍ. ومَعْنى كَوْنِهِ تَعالى مالِكَ العِزَّةِ: أنَّهُ مُنْفَرِدٌ بِالعِزَّةِ الحَقِيقِيَّةِ وهي العِزَّةُ الَّتِي لا يَشُوبُها افْتِقارٌ، فَإضافَةُ ”رَبِّ“ إلى العِزَّةِ عَلى مَعْنى لامِ الِاخْتِصاصِ كَما يُقالُ: صاحِبُ صِدْقٍ، لِمَنِ اخْتُصَّ بِالصِّدْقِ وكانَ عَرِيقًا فِيهِ. وفي الِانْتِقالِ مِنَ الآياتِ السّابِقَةِ إلى التَّسْبِيحِ والتَّسْلِيمِ إيذانٌ بِانْتِهاءِ السُّورَةِ عَلى طَرِيقَةِ بَراعَةِ الخَتْمِ مَعَ كَوْنِها مِن جَوامِعِ الكَلِمِ. والتَّعْرِيفُ في ”العِزَّةِ“ كالتَّعْرِيفِ في ”الحَمْدِ“ هو تَعْرِيفُ الجِنْسِ فَيَقْتَضِي انْفِرادَهُ تَعالى بِهِ لِأنَّ ما يَثْبُتُ لِغَيْرِهِ مِن ذَلِكَ الجِنْسِ كالعَدَمِ كَما تَقَدَّمَ في سُورَةِ الفاتِحَةِ. وتَنْكِيرُ ”سَلامٌ“ لِلتَّعْظِيمِ. (ص-٢٠٠)ووَصْفُ ”المُرْسَلِينَ“ يَشْمَلُ الأنْبِياءَ والمَلائِكَةَ فَإنَّ المَلائِكَةَ مُرْسَلُونَ فِيما يَقُومُونَ بِهِ مِن تَنْفِيذِ أمْرِ اللَّهِ. رَوى القُرْطُبِيُّ في تَفْسِيرِهِ بِسَنَدِهِ إلى يَحْيى بْنِ يَحْيى التَّمِيمِيِّ النَّيْسابُورِيِّ إلى أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ غَيْرَ مَرَّةٍ ولا مَرَّتَيْنِ يَقُولُ آخِرَ صِلاتِهِ أوْ حِينَ يَنْصَرِفُ: ”﴿سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ﴾ ﴿وسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ﴾ ﴿والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ»﴾ . ومِنَ المَرْوِيِّ «عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ“ مَن أرادَ أنْ يَكْتالَ بِالمِكْيالِ الأوْفى مِنَ الأجْرِ يَوْمَ القِيامَةِ فَلْيَقُلْ آخِرَ مَجْلِسِهِ حِينَ يُرِيدُ أنْ يَقُومَ: ”﴿سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ﴾“ إلى آخِرِ السُّورَةِ»، ”وفي بَعْضِ أسانِيدِهِ أنَّهُ رَفَعَهُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ولَمْ يَصِحَّ. * * * (ص-٢٠١)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ ص سُمِّيَتْ في المَصاحِفِ وكُتُبِ التَّفْسِيرِ وكُتُبِ السُّنَّةِ والآثارِ عَنِ السَّلَفِ“ سُورَةَ صادٍ ”كَما يُنْطَقُ بِاسْمِ حَرْفِ الصّادِ تَسْمِيَةً لَها بِأوَّلِ كَلِمَةٍ مِنها هي صادٌ (بِصادٍ فَألِفٍ فَدالٍ ساكِنَةٍ سُكُونَ وقْفٍ) شَأْنُ حُرُوفِ التَّهَجِّي عِنْدَ التَّهَجِّي بِها أنْ تَكُونَ مَوْقُوفَةً، أيْ ساكِنَةَ الأعْجازِ. وأمّا قَوْلُ المَعَرِّيِّ يَذْكُرُ سُلَيْمانَ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: ؎وهُوَ مَن سُخِّرَتْ لَهُ الإنْسُ والجِ نُّ بِما صَحَّ مِن شَهادَةِ صادِ فَإنَّما هي كَسْرَةُ القافِيَةِ السّاكِنَةِ تُغَيَّرُ إلى الكَسْرَةِ ( لِأنَّ الكَسْرَ أصْلٌ في التَّخَلُّصِ مِنَ السُّكُونِ كَقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ: ؎عَقَرْتَ بَعِيرِي يا امْرَأ القَيْسِ فانْزِلِ وفِي الإتْقانِ عَنْ كِتابِ جَمالِ القُرّاءِ لِلسَّخاوِيِّ: أنَّ سُورَةَ ص تُسَمّى أيْضًا سُورَةَ داوُدَ، ولَمْ يَذْكُرْ سَنَدَهُ في ذَلِكَ. وكُتِبَ اسْمُها في المَصاحِفِ بِصُورَةِ حَرْفِ الصّادِ مِثْلَ سائِرِ الحُرُوفِ المُقَطَّعَةِ في أوائِلِ السُّوَرِ اتِّباعًا لِما كُتِبَ في المُصْحَفِ. وهِيَ مَكِّيَّةٌ في قَوْلِ الجَمِيعِ، وذُكِرَ في الإتْقانِ أنَّ الجَعْبَرِيَّ حَكى قَوْلًا بِأنَّها مَدَنِيَّةٌ، قالَ السُّيُوطِيُّ: وهو خِلافُ حِكايَةِ جَماعَةِ الإجْماعِ عَلى أنَّها مَكِّيَّةٌ. وعَنِ الدّانِيِّ في كِتابِ العَدَدِ قَوْلٌ بِأنَّها مَدَنِيَّةٌ وقالَ: إنَّهُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ. وهِيَ السُّورَةُ الثّامِنَةُ والثَلاثُونَ في عِدادِ نُزُولِ السُّورَةِ، نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَةِ ﴿اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ﴾ [القمر: ١] وقَبْلَ سُورَةِ الأعْرافِ. (ص-٢٠٢)وعُدَّتْ آيُها سِتًّا وثَمانِينَ عِنْدَ أهْلِ الحِجازِ والشّامِ والبَصْرَةِ، وعَدَّها أيُّوبُ بْنُ المُتَوَكِّلِ البَصْرِيُّ خَمْسًا وثَمانِينَ. وعُدَّتْ عِنْدَ أهْلِ الكُوفَةِ ثَمانًا وثَمانِينَ. رَوى التِّرْمِذِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «مَرِضَ أبُو طالِبٍ فَجاءَتْهُ قُرَيْشٌ وجاءَهُ النَّبِيءُ ﷺ وعِنْدَ أبِي طالِبٍ مَجْلِسُ رَجُلٍ، فَقامَ أبُو جَهْلٍ يَمْنَعُ النَّبِيءَ ﷺ مِن أنْ يَجْلِسَ، وشَكَوْهُ إلى أبِي طالِبٍ، فَقالَ: يا بْنَ أخِي ما تُرِيدُ مِن قَوْمِكَ ؟ قالَ: إنِّي أُرِيدُ مِنهم كَلِمَةً واحِدَةً تَدِينُ لَهم بِها العَرَبُ وتُؤَدِّي إلَيْهِمُ العَجَمُ الجِزْيَةَ. قالَ: كَلِمَةً واحِدَةً ! . قالَ: يا عَمِّ يَقُولُوا لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، فَقالُوا: أإلَهًا واحِدًا ما سَمِعْنا بِهَذا في المِلَّةِ الآخِرَةِ إنْ هَذا إلّا اخْتِلاقٌ، قالَ: فَنَزَلَ فِيهِمُ القُرْآنُ ﴿ص والقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ [ص: ١] إلى قَوْلِهِ ﴿ما سَمِعْنا بِهَذا في المِلَّةِ الآخِرَةِ إنْ هَذا إلّا اخْتِلاقٌ﴾ [ص»: ٧] قالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ. فَهَذا نَصٌّ في أنَّ نُزُولَها في آخِرِ حَياةِ أبِي طالِبٍ، وهَذا المَرَضُ مَرَضُ مَوْتِهِ كَما في ابْنِ عَطِيَّةَ فَتَكُونُ هَذِهِ السُّورَةُ قَدْ نَزَلَتْ في سَنَةِ ثَلاثٍ قَبْلَ الهِجْرَةِ. * * * أغْراضُها أصْلُها ما عَلِمْتَ مِن حَدِيثِ التِّرْمِذِيِّ في سَبَبِ نُزُولِها. وما اتَّصَلَ بِهِ مِن تَوْبِيخِ المُشْرِكِينَ عَلى تَكْذِيبِهِمُ الرَّسُولَ ﷺ وتَكَبُّرِهِمْ عَنْ قَبُولِ ما أُرْسِلَ بِهِ، وتَهْدِيدِهِمْ بِمِثْلِ ما حَلَّ بِالأُمَمِ المُكَذِّبَةِ قَبْلَهم وأنَّهم إنَّما كَذَّبُوهُ لِأنَّهُ جاءَ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ تَعالى ولِأنَّهُ اخْتُصَّ بِالرِّسالَةِ مِن دُونِهِمْ. وتَسْلِيَةُ الرَّسُولِ ﷺ عَنْ تَكْذِيبِهِمْ وأنْ يَقْتَدِيَ بِالرُّسُلِ مِن قَبْلِهِ داوُدَ وأيُّوبَ وغَيْرِهِمْ وما جُوزُوا عَنْ صَبْرِهِمْ، واسْتِطْرادُ الثَّناءِ عَلى داوُدَ وسُلَيْمانَ وأيُّوبَ، وأتْبَعَ ذِكْرَ أنْبِياءَ آخَرِينَ لِمُناسَبَةٍ سَنَذْكُرُها. وإثْباتُ البَعْثِ لِحِكْمَةِ جَزاءِ العامِلِينَ بِأعْمالِهِمْ مِن خَيْرٍ أوْ شَرٍّ. وجَزاءُ المُؤْمِنِينَ المُتَّقِينَ وضِدُّهُ مِن جَزاءِ الطّاغِينَ والَّذِينَ أضَلُّوهم وقَبَّحُوا لَهُمُ الإسْلامَ والمُسْلِمِينَ. ووَصَفَ أحْوالَهم يَوْمَ القِيامَةِ. (ص-٢٠٣)وذِكْرُ أوَّلِ غَوايَةٍ حَصَلَتْ وأصْلِ كُلِّ ضَلالَةٍ وهي غَوايَةُ الشَّيْطانِ في قِصَّةِ السُّجُودِ لِآدَمَ. وقَدْ جاءَتْ فاتِحَتُها مُناسِبَةً لِجَمِيعِ أغْراضِها إذِ ابْتُدِئَتْ بِالقَسَمِ بِالقُرْآنِ الَّذِي كَذَّبَ بِهِ المُشْرِكُونَ، وجاءَ المُقْسَمُ عَلَيْهِ أنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا في عِزَّةٍ وشِقاقٍ، وكُلُّ ما ذُكِرَ فِيها مِن أحْوالِ المُكَذِّبِينَ سَبَبُهُ اعْتِزازُهِمْ وشِقاقُهم، ومِن أحْوالِ المُؤْمِنِينَ سَبَبُهُ ضِدُّ ذَلِكَ، مَعَ ما في الِافْتِتاحِ بِالقَسَمِ مِنَ التَّشْوِيقِ إلى ما بَعْدَهُ فَكانَتْ فاتِحَتُها مُسْتَكْمِلَةً خَصائِصَ حُسْنِ الِابْتِداءِ. * * * ص القَوْلُ في هَذا الحَرْفِ كالقَوْلِ في نَظائِرِهِ مِنَ الحُرُوفِ المُقَطَّعَةِ الواقِعَةِ في أوائِلِ بَعْضِ السُّوَرِ بِدُونِ فَرْقٍ أنَّها مَقْصُودَةٌ لِلتَّهَجِّي تَحَدِّيًا لِبُلَغاءِ العَرَبِ أنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذا القُرْآنِ، وتَوَرُّكًا عَلَيْهِمْ إذْ عَجَزُوا عَنْهُ، واتَّفَقَ أهْلُ العَدِّ عَلى أنَّ ص لَيْسَ بِآيَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ بَلْ هي في مَبْدَأِ آيَةٍ إلى قَوْلِهِ“ ذِي الذِّكْرِ " وإنَّما لَمْ تُعَدَّ ص آيَةً لِأنَّها حَرْفٌ واحِدٌ كَما لَمْ يُعَدَّ (ق) و(ن) آيَةً.
Aleya anterior