وكذالك انزلناه قرانا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون او يحدث لهم ذكرا ١١٣
وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَـٰهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّۭا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ ٱلْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًۭا ١١٣
وَكَذٰلِكَ
اَنْزَلْنٰهُ
قُرْاٰنًا
عَرَبِیًّا
وَّصَرَّفْنَا
فِیْهِ
مِنَ
الْوَعِیْدِ
لَعَلَّهُمْ
یَتَّقُوْنَ
اَوْ
یُحْدِثُ
لَهُمْ
ذِكْرًا
۟
ثم نوه - سبحانه - بشأن القرآن الكريم الذى أنزله على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يسأله المزيد من العلم فقال - تعالى - : ( وكذلك . . . . ) .وقوله - سبحانه - : ( وكذلك أَنزَلْنَاهُ . . . ) معطوف على قوله : ( كذلك نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ . . . ) والكاف للتشبيه ، واسم الإشارة يعود على إنزال ما سبق من آيات .أى : ومثل ما أنزلنا الآيات السابقة المشتملة على الآداب والأحكام والقصص ، أنزلنا عليك يا محمد القرآن كله ، فما نزل منه متأخرا يشبه فى هدايته وإعجازه ما نزل منه متقدما .وقد اقتضت حكمتنا أن نجعله ( قُرْآناً عَرَبِيّاً ) أى : بلغة العرب ، لكى يفهموه ويقعوا على ما فيه من هدايات وإرشادات وإعجاز للبشر .وقوله : ( وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الوعيد ) معطوف على ( أَنزَلْنَاهُ ) أى : أنزلناه قرآنا عربيا وكررنا ونوعنا فيه ألوانا من الوعيد على سبيل التخويف والتهديد .( لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) أى : لعل الناس يتقون - بسبب ذلك - الوقوع فى الكفر والفسوق والعصيان ، ويجتنبون الآثام والسيئات ، ويصونون أنفسهم عن الموبقات فمعمول ( يَتَّقُونَ ) محذوف .وقوله - سبحانه - : ( أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً ) بيان لحكمة أخرى من الحكم التى من أجلها أنزل الله القرآن الكريم .أى : أنزلناه بهذه الصفة ، وجعلناه مشتملا على ضروب من الوعيد ، لعل قومك - أيها الرسول الكريم - يتقون الكفر والمعاصى ، أو لعل القرآن يحدث فى نفوسهم ( ذِكْراً ) .أى : اتعاظا واعتبارا يصرفهم عن التردى فيما تردت فيه الأمم السابقة من آثام وموبقات أدت إلى هلاكها .وقال - سبحانه - : ( أَنزَلْنَاهُ ) بالإضمار مع أن القرآن لم يسبق له ذكر فى الآيات السابقة ، للإيذان بنباهة شأنهن وعلو قدره ، وكونه مركوزا فى العقول ، حاضرا فى الأذهان والقلوب .