المدينة المنورة
سورة التغابن

آيات

١٨

مكان النزول

المدينة المنورة

تمهيد عام للسورة

(مقتبس من تفسير ابن عاشور – التحرير والتنوير)

سميت هذه السورة (( سورة التغابن) ) ولا تعرف بغير هذا الاسم ولم ترد تسميتها بذلك في خبر مأثور عن رسول الله ﷺ سوى ما ذكره ابن عطية عن الثعلبي عن ابن عمر من أن النبيء ﷺ قال: «ما من مولود إلا وفي تشابيك مكتوب خمس آيات فاتحة سورة التغابن»  . والظاهر أن منتهى هذه الآيات قوله تعالى ﴿والله عليم بذات الصدور﴾ [التغابن: ٤] فتأمله. ورواه القرطبي عن ابن عمر ولم ينسبه إلى التعليق فلعله أخذه من تفسير ابن عطية.

ووجه التسمية وقوع لفظ (التغابن) فيها ولم يقع في غيرها من القرآن.

وهي مدنية في قول الجمهور وعن الضحاك هي مكية. وروى الترمذي عن عكرمة عن ابن عباس أن تلك الآيات نزلت في رجال أسلموا من أهل مكة وأرادوا الهجرة فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم يأتون رسول الله ﷺ الحديث. وقال مجاهد: نزلت في شأن عوف الأشجعي كما سيأتي.

وهي معدودة السابعة والمائة في ترتيب نزول السور نزلت بعد سورة الجمعة وقبل سورة الصف بناء على أنها مدنية.

وعدد آيها ثمان عشرة.

أغراض السورة

أغراضها واشتملت هذه السورة على التذكير بأن من في السماء ومن في الأرض يسبحون لله، أي ينزهونه عن النقائص تسبيحا متجددا.

وأن الملك لله وحده فهو الحقيق بإفراده بالحمد لأنه خالق الناس كلهم فآمن بوحدانيته ناس وكفر ناس ولم يشكروا نعمه إذ خلقهم في أحسن صورة وتحذيرهم من إنكار رسالة محمد ﷺ .

وإنذارهم على ذلك ليعتبروا بما حل بالأمم الذين كذبوا رسلهم وجحدوا بيناتهم تكبرا أن يهتدوا بإرشاد بشر مثلهم.

والإعلام بأن الله عليم بالظاهر والخفي في السماوات والأرض فلا يجري أمر في العالم إلا على ما اقتضته حكمته.

وأنحى عليهم إنكار البعث وبين لهم عدم استحالته وهددهم بأنهم يلقون حين يبعثون جزاء أعمالهم فإن أرادوا النجاة فليؤمنوا بالله وحده وليصدقوا رسوله ﷺ والكتاب الذي جاء به ويؤمنوا بالبعث فإنهم إن آمنوا كفرت عنهم سيئاتهم وإلا فجزاؤهم النار خالدين فيها.

ثم تثبيت المؤمنين على ما يلاقونه من ضر أهل الكفر بهم فليتوكلوا على الله في أمورهم.

وتحذير المؤمنين من بعض قرابتهم الذين تغلغل الإشراك في نفوسهم تحذيرا من أن يثبطوهم عن الإيمان والهجرة.

وعرض لهم بالصبر على أموالهم التي صادرها المشركون.

وأمرهم بإنفاق المال في وجوه الخير التي يرضون بها ربهم وبتقوى الله والسمع له والطاعة.