تسجيل الدخول
الإعدادات
Select an option
الفاتحة
البقرة
آل عمران
النساء
المائدة
الأنعام
الأعراف
الأنفال
التوبة
يونس
هود
يوسف
الرعد
ابراهيم
الحجر
النحل
الإسراء
الكهف
مريم
طه
الأنبياء
الحج
المؤمنون
النور
الفرقان
الشعراء
النمل
القصص
العنكبوت
الروم
لقمان
السجدة
الأحزاب
سبإ
فاطر
يس
الصافات
ص
الزمر
غافر
فصلت
الشورى
الزخرف
الدخان
الجاثية
الأحقاف
محمد
الفتح
الحجرات
ق
الذاريات
الطور
النجم
القمر
الرحمن
الواقعة
الحديد
المجادلة
الحشر
الممتحنة
الصف
الجمعة
المنافقون
التغابن
الطلاق
التحريم
الملك
القلم
الحاقة
المعارج
نوح
الجن
المزمل
المدثر
القيامة
الانسان
المرسلات
النبإ
النازعات
عبس
التكوير
الإنفطار
المطففين
الإنشقاق
البروج
الطارق
الأعلى
الغاشية
الفجر
البلد
الشمس
الليل
الضحى
الشرح
التين
العلق
القدر
البينة
الزلزلة
العاديات
القارعة
التكاثر
العصر
الهمزة
الفيل
قريش
الماعون
الكوثر
الكافرون
النصر
المسد
الإخلاص
الفلق
الناس
Select an option
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
Select an option
العربية
বাংলা
English
русский
Kiswahili
اردو
Kurdî
التحرير والتنوير لابن عاشور
انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا ٣
إِنَّا هَدَيْنَـٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًۭا وَإِمَّا كَفُورًا ٣
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
٣
﴿إنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إمّا شاكِرًا وإمّا كَفُورًا﴾ اسْتِئْنافٌ بَيانِيٌّ لِبَيانِ ما نَشَأ عَنْ جُمْلَةِ (نَبْتَلِيهِ) ولِتَفْصِيلِ جُمْلَةِ (﴿فَجَعَلْناهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [الإنسان: ٢])، وتَخَلُّصٌ إلى الوَعِيدِ عَلى الكُفْرِ والوَعْدِ عَلى الشُّكْرِ. وهِدايَةُ السَّبِيلِ: تَمْثِيلٌ لِحالِ المُرْشِدِ. والسَّبِيلُ: الطَّرِيقُ الجادَّةُ إلى ما فِيهِ النَّفْعُ بِواسِطَةِ الرُّسُلِ إلى العَقائِدِ الصَّحِيحَةِ والأعْمالِ الصّالِحَةِ الَّتِي هي سَبَبُ فَوْزِهِ بِالنَّعِيمِ الأبَدِيِّ، بِحالِ مَن يَدُلُّ السّائِرَ عَلى الطَّرِيقِ المُؤَدِّيَةِ إلى مَقْصِدِهِ مِن سَيْرِهِ. وهَذا التَّمْثِيلُ يَنْحَلُّ إلى تَشْبِيهاتِ أجْزاءِ الحالَةِ المُرَكَّبَةِ المُشَبَّهَةِ بِأجْزاءِ الحالَةِ المُشَبَّهِ بِها، فاللَّهُ تَعالى كالهادِي، والإنْسانُ يُشْبِهُ السّائِرَ المُتَحَيِّرَ في الطَّرِيقِ، وأعْمالُ الدِّينِ تُشْبِهُ الطَّرِيقَ، وفَوْزُ المُتَتَبِّعِ لِهَدْيِ اللَّهِ يُشْبِهُ البُلُوغَ إلى المَكانِ المَطْلُوبِ. وفِي هَذا النِّداءِ عَلى أنَّ اللَّهَ أرْشَدَ الإنْسانَ إلى الحَقِّ وأنَّ بَعْضَ النّاسِ أدْخَلُوا عَلى أنْفُسِهِمْ ضَلالَ الِاعْتِقادِ ومَفاسِدَ الأعْمالِ فَمَن بَرَّأ نَفْسَهُ مِن ذَلِكَ فَهو الشّاكِرُ (ص-٣٧٦)وغَيْرُهُ الكَفُورُ، وذَلِكَ تَقْسِيمٌ بِحَسَبِ حالِ النّاسِ في أوَّلِ البَعْثَةِ، ثُمَّ ظَهَرَ مَن خَلَطُوا عَمَلًا صالِحًا وأخَرَ سَيِّئًا. وتَأْكِيدُ الخَبَرِ بِـ (إنَّ) لِلرَّدِّ عَلى المُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أنَّ ما يَدْعُوهم إلَيْهِ القُرْآنُ باطِلٌ. و(﴿إمّا شاكِرًا وإمّا كَفُورًا﴾) حالانِ مِن ضَمِيرِ الغَيْبَةِ في هَدَيْناهُ، وهو ضَمِيرُ (الإنْسانَ) . و(إمّا) حَرْفُ تَفْصِيلٍ، وهو حَرْفٌ بَسِيطٌ عِنْدَ الجُمْهُورِ. وقالَ سِيبَوَيْهِ: هو مُرَكَّبٌ مِن حَرْفِ (إنْ) الشَّرْطِيَّةِ و(ما) النّافِيَةِ. وقَدْ تَجَرَّدَتْ (إنْ) بِالتَّرْكِيبِ عَلى الشَّرْطِيَّةِ كَما تَجَرَّدَتْ (ما) عَنِ النَّفْيِ، فَصارَ مَجْمُوعُ (إمّا) حَرْفَ تَفْصِيلٍ ولا عَمَلَ لَها في الِاسْمِ بَعْدَها ولا تَمْنَعُ العامِلَ الَّذِي قَبْلَها عَنِ العَمَلِ في مَعْمُولِهِ الَّذِي بَعْدَها فَهي في ذَلِكَ مِثْلُ (ال) حَرْفِ التَّعْرِيفِ. وقَدَّرَ بَعْضُ النُّحاةِ (إمّا) الثّانِيَةَ حَرْفَ عَطْفٍ وهو تَحَكُّمٌ إذْ جَعَلُوا الثّانِيَةَ عاطِفَةً وهي أُخْتُ الأُولى، وإنَّما العاطِفُ الواوُ وإمّا مُقْحَمَةٌ بَيْنَ الِاسْمِ ومَعْمُولِهِ كَما في قَوْلِ تَأبَّطَ شَرًّا: ؎هُما خُطَّتا إمّا إسَـارٌ ومِـنَّةٌ وإمّا دَمٌ والمَوْتُ بِالحُرِّ أجْدَرُ فَإنَّ الِاسْمَيْنِ بَعْدَ (إمّا) في المَوْضِعَيْنِ مِنَ البَيْتِ مَجْرُورانِ بِالإضافَةِ ولِذَلِكَ حُذِفَتِ النُّونُ مِن قَوْلِهِ: هُما خُطَّتا، وذَلِكَ أفْصَحُ كَما جاءَ في هَذِهِ الآيَةِ. قالَ ابْنُ جِنِّي: أمّا مَن جَرَّ (إسارٍ) فَإنَّهُ حَذَفَ النُّونَ لِلْإضافَةِ ولَمْ يَعْتَدْ (إمّا) فاصِلًا بَيْنَ المُضافِ والمُضافِ إلَيْهِ وعَلى هَذا تَقُولُ: هُما إمّا غُلاما زَيْدٍ وإمّا عَمْرٍو وأجْوَدُ مِن هَذا أنْ تَقُولَ: هُما خُطَّتا إسارٍ ومِنَّةٍ وإمّا خُطَّتا دَمٍ ثُمَّ قالَ: وأمّا الرَّفْعُ فَطَرِيقُ المَذْهَبِ، وظاهِرُ أمْرِهِ أنَّهُ عَلى لُغَةِ مَن حَذَفَ النُّونَ لِغَيْرِ الإضافَةِ فَقَدْ حُكِيَ ذَلِكَ، إلَخْ. ومُقْتَضى كَلامِهِ أنَّ البَيْتَ رُوِيَ بِالوَجْهَيْنِ الجَرِّ والرَّفْعِ وقَرِيبٌ مِنهُ كَلامُ المَرْزُوقِيِّ وزادَ فَقالَ: وحَذْفُ النُّونِ إذا رُفِعَتْ ”إسارٌ“ اسْتِطالَةٌ لِلِاسْمِ كَأنَّهُ اسْتَطالَ خُطَّتا بِبَدَلِهِ وهو قَوْلُهُ: إمّا إسارٌ، إلَخْ. والمَعْنى: إنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ في حالِ أنَّهُ مُتَرَدِّدٌ أمْرُهُ بَيْنَ أحَدِ هَذَيْنِ الوَصْفَيْنِ (ص-٣٧٧)وصْفِ شاكِرٍ ووَصْفِ كَفُورٍ، فَأحَدُ الوَصْفَيْنِ عَلى التَّرْدِيدِ مُقارِنٌ لِحالِ إرْشادِهِ إلى السَّبِيلِ، وهي مُقارَنَةٌ عُرْفِيَّةٌ، أيْ عَقِبُ التَّبْلِيغِ والتَّأمُّلِ، فَإنْ أخَذَ بِالهُدى كانَ شاكِرًا وإنْ أعْرَضَ كانَ كَفُورًا كَمَن لَمْ يَأْخُذْ بِإرْشادِ مَن يَهْدِيهِ الطَّرِيقَ فَيَأْخُذْ في طَرِيقٍ يَلْقى بِهِ السِّباعَ أوِ اللُّصُوصَ، وبِذَلِكَ تَمَّ التَّمْثِيلُ الَّذِي في قَوْلِهِ (﴿إنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ﴾) .
الآية السابقة
الآية التالية