undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
٣
وقوله - تعالى - : ( قَالَ كذلك قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ . . . ) رد من جبريل عليها .أى : قال الأمر كذلك أى : كما ذكرت من أن بشراً لم يمسسك ومن أنك لم تكونى فى يوم من الأيام بغيا . أو الأمر كذلك من أنى أرسلنى ربك لأهب لك غلاماً زكيا من غير أن يكون له أب .وقوله ( قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ) بيان لمظهر من مظاهر قدرة الله - تعالى - التى لا يعجزها شىء ، أى : ( قَالَ رَبُّكَ هُوَ ) أى : خلق ولدك من غير أب ( عَلَيَّ هَيِّنٌ ) أى : سهل يسير لأن قدرتنا لا يعجزها شىء .وقوله - سبحانه - ( وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلْنَّاسِ ) تعليل لمعلل محذوف ، أى : ولنجعل وجود الغلام منك من غير أن يمسك بشر ( آيَةً ) عظيمة ، وأمراً عجيباً يدل دلالة واضحة على قدرتنا ، أمام الناس جميعاً ، فإن قدرتنا لا يعجزها ذلك ، كما لا يعجزها أن توجد بشراً من غير أب وأم كما فعلنا مع آدم . أو من غير أم كما فعلنا مع حواء ، أو من اب وأم كما فعلنا مع سائر البشر .وقوله : ( وَرَحْمَةً مِّنَّا ) معطوف على ما قبله ، أى : ولنجعل هذا الغلام الذى وهبناه لك من غير أب رحمة عظيمة منا لمن آمن به ، واتبع دعوته .( وَكَانَ ) وجود هذا الغلام منك على هذه الكيفية ( أَمْراً مَّقْضِيّاً ) أى : مقدراً فى الأزل مسطوراً فى اللوح المحفوظ ، ولا بد من وقوعه بدون تغيير أو تبديل .وبذلك تكون هذه الآيات الكريمة ، قد حكت لنا جانباً من حالة مريم ومن الحوار الذى جرى بينها وبين جبريل - عليه السلام - الذى تمثل لها فى صورة بشر سوى .ثم انتقلت السورة الكريمة إلى الحديث عن مشهد آخر من مشاهد تلك القصة العجيبة ، حكت فيها حالتها عند حملها بعيسى ، وعندما جاءها المخاض . فقال - تعالى - : ( فَحَمَلَتْهُ فانتبذت . . . ) .