Sign in
Settings
Select an option
Al-Fatihah
Al-Baqarah
Ali 'Imran
An-Nisa
Al-Ma'idah
Al-An'am
Al-A'raf
Al-Anfal
At-Tawbah
Yunus
Hud
Yusuf
Ar-Ra'd
Ibrahim
Al-Hijr
An-Nahl
Al-Isra
Al-Kahf
Maryam
Taha
Al-Anbya
Al-Hajj
Al-Mu'minun
An-Nur
Al-Furqan
Ash-Shu'ara
An-Naml
Al-Qasas
Al-'Ankabut
Ar-Rum
Luqman
As-Sajdah
Al-Ahzab
Saba
Fatir
Ya-Sin
As-Saffat
Sad
Az-Zumar
Ghafir
Fussilat
Ash-Shuraa
Az-Zukhruf
Ad-Dukhan
Al-Jathiyah
Al-Ahqaf
Muhammad
Al-Fath
Al-Hujurat
Qaf
Adh-Dhariyat
At-Tur
An-Najm
Al-Qamar
Ar-Rahman
Al-Waqi'ah
Al-Hadid
Al-Mujadila
Al-Hashr
Al-Mumtahanah
As-Saf
Al-Jumu'ah
Al-Munafiqun
At-Taghabun
At-Talaq
At-Tahrim
Al-Mulk
Al-Qalam
Al-Haqqah
Al-Ma'arij
Nuh
Al-Jinn
Al-Muzzammil
Al-Muddaththir
Al-Qiyamah
Al-Insan
Al-Mursalat
An-Naba
An-Nazi'at
'Abasa
At-Takwir
Al-Infitar
Al-Mutaffifin
Al-Inshiqaq
Al-Buruj
At-Tariq
Al-A'la
Al-Ghashiyah
Al-Fajr
Al-Balad
Ash-Shams
Al-Layl
Ad-Duhaa
Ash-Sharh
At-Tin
Al-'Alaq
Al-Qadr
Al-Bayyinah
Az-Zalzalah
Al-'Adiyat
Al-Qari'ah
At-Takathur
Al-'Asr
Al-Humazah
Al-Fil
Quraysh
Al-Ma'un
Al-Kawthar
Al-Kafirun
An-Nasr
Al-Masad
Al-Ikhlas
Al-Falaq
An-Nas
Select an option
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
Select an option
العربية
বাংলা
English
русский
Kiswahili
Kurdî
اردو
Arabic Tanweer Tafseer
You are reading a tafsir for the group of verses 52:48 to 52:49
واصبر لحكم ربك فانك باعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ٤٨ ومن الليل فسبحه وادبار النجوم ٤٩
وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ٤٨ وَمِنَ ٱلَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَـٰرَ ٱلنُّجُومِ ٤٩
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
3
﴿واصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإنَّكَ بِأعْيُنِنا﴾ عَطْفٌ عَلى جُمْلَةِ ﴿فَذَرْهم حَتّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ﴾ [الطور: ٤٥] إلَخْ، وما بَيْنَهُما اعْتِراضٌ وكانَ مُفْتَتَحُ السُّورَةِ خِطابًا لِلنَّبِيءِ ﷺ مِن قَوْلِهِ تَعالى ﴿إنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ﴾ [الطور: ٧] المَسُوقِ مَساقَ التَّسْلِيَةِ لَهُ، وكانَ في مُعْظَمِ ما في السُّورَةِ مِنَ الأخْبارِ ما يُخالِطُهُ في نَفْسِهِ ﷺ مِنَ الكَدَرِ والأسَفِ عَلى ضَلالِ قَوْمِهِ وبُعْدِهِمْ عَمّا جاءَهم بِهِ مِنَ الهُدى خُتِمَتِ السُّورَةُ بِأمْرِهِ بِالصَّبْرِ تَسْلِيَةً لَهُ وبِأمْرِهِ بِالتَّسْبِيحِ وحَمْدِ اللَّهِ شُكْرًا لَهُ عَلى تَفْضِيلِهِ بِالرِّسالَةِ. والمُرادُ بِـ حُكْمِ رَبِّكَ ما حَكَمَ بِهِ وقَدَّرَهُ مِنِ انْتِفاءِ إجابَةِ بَعْضِهِمْ ومِن إبْطاءِ إجابَةِ أكْثَرِهِمْ. فاللّامُ في قَوْلِهِ ﴿لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾ يَجُوزُ أنْ تَكُونَ بِمَعْنى عَلى فَيَكُونَ لِتَعْدِيَةِ فِعْلِ اصْبِرْ كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿واصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ﴾ [المزمل: ١٠] . ويَجُوزُ فِيها مَعْنى (إلى) أيِ اصْبِرْ إلى أنْ يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَكَ وبَيْنَهم فَيَكُونَ في مَعْنى قَوْلِهِ ﴿واصْبِرْ حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ﴾ [يونس: ١٠٩] . ويَجُوزُ أنْ تَكُونَ لِلتَّعْلِيلِ فَيَكُونَ ﴿لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾ هُو ما حَكَمَ بِهِ مِن إرْسالِهِ إلى النّاسِ، أيِ اصْبِرْ لِأنَّكَ تَقُومُ بِما وجَبَ عَلَيْكَ. فَلِلّامِ في هَذا المَكانِ مَوْقِعٌ جامِعٌ لا يُفِيدُ غَيْرُ اللّامِ مِثْلَهُ. والتَّفْرِيعُ في قَوْلِهِ ﴿فَإنَّكَ بِأعْيُنِنا﴾ تَفْرِيعُ العِلَّةِ عَلى المَعْلُولِ اصْبِرْ لِأنَّكَ بِأعْيُنِنا، أيْ بِمَحَلِّ العِنايَةِ والكِلاءَةِ مِنّا، نَحْنُ نَعْلَمُ ما تُلاقِيهِ وما يُرِيدُونَهُ بِكَ (ص-٨٤)فَنَحْنُ نُجازِيكَ عَلى ما تَلْقاهُ ونَحْرُسُكَ مِن شَرِّهِمْ ونَنْتَقِمُ لَكَ مِنهم، وقَدْ وفّى بِهَذا كُلِّهِ التَّمْثِيلُ في قَوْلِهِ ﴿فَإنَّكَ بِأعْيُنِنا﴾، فَإنَّ الباءَ لِلْإلْصاقِ المَجازِيِّ، أيْ: لا نَغْفُلُ عَنْكَ، يُقالُ: هو بِمَرْأًى مِنِّي ومَسْمَعٍ، أيْ: لا يَخْفى عَلَيَّ شَأْنُهُ. وذِكْرُ العَيْنِ تَمْثِيلٌ لِشِدَّةِ المُلاحَظَةِ وهَذا التَّمْثِيلُ كِنايَةٌ عَنْ لازِمِ المُلاحَظَةِ مِنَ النَّصْرِ والجَزاءِ والحِفْظِ. وقَدْ آذَنَ بِذَلِكَ قَوْلُهُ ﴿لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾ دُونَ أنْ يَقُولَ: واصْبِرْ لِحُكْمِنا، أوْ لِحُكْمِ اللَّهِ، فَإنَّ المَرْبُوبِيَّةَ تُؤْذِنُ بِالعِنايَةِ بِالمَرْبُوبِ. وجَمْعُ الأعْيُنِ: إمّا مُبالَغَةٌ في التَّمْثِيلِ كَأنَّ المُلاحَظَةَ بِأعْيُنٍ عَدِيدَةٍ كَقَوْلِهِ ﴿واصْنَعِ الفُلْكَ بِأعْيُنِنا﴾ [هود: ٣٧] وهو مِن قَبِيلِ ﴿والسَّماءَ بَنَيْناها بِأيْدٍ﴾ [الذاريات: ٤٧] . ولَكَ أنْ تَجْعَلَ الجَمْعَ بِاعْتِبارِ تَعَدُّدِ مُتَعَلِّقاتِ المُلاحَظَةِ، فَمُلاحَظَةٌ لِلذَّبِّ عَنْهُ، ومُلاحَظَةٌ لِتَوْجِيهِ الثَّوابِ ورَفْعِ الدَّرَجَةِ، ومُلاحَظَةٌ لِجَزاءِ إعْدادِهِ بِما يَسْتَحِقُّونَهُ، ومُلاحَظَةٌ لِنَصْرِهِ عَلَيْهِمْ بِعُمُومِ الإيمانِ بِهِ، وهَذا الجَمْعُ عَلى نَحْوِ قَوْلِهِ تَعالى في قِصَّةِ نُوحٍ ﴿وحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ ألْواحٍ ودُسُرٍ﴾ [القمر: ١٣] ﴿تَجْرِي بِأعْيُنِنا﴾ [القمر: ١٤]؛ لِأنَّ عِنايَةَ اللَّهِ بِأهْلِ السَّفِينَةِ تَتَعَلَّقُ بِإجْرائِها وتَجْنِيبِ الغَرَقِ عَنْها وسَلامَةِ رُكّابِها واخْتِيارِ الوَقْتِ لِإرْسائِها وسَلامَةِ الرُّكّابِ في هُبُوطِهِمْ، وذَلِكَ خِلافُ قَوْلِهِ في قِصَّةِ مُوسى ﴿ولِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي﴾ [طه: ٣٩] فَإنَّهُ تَعَلُّقٌ واحِدٌ بِمَشْيِ أُخْتِهِ إلى آلِ فِرْعَوْنَ وقَوْلِها هَلْ أدُلُّكم عَلى مَن يَكْفُلُهُ. * * * ﴿وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ ﴿ومِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وإدْبارَ النُّجُومِ﴾ . التَّسْبِيحُ: التَّنْزِيهُ، والمُرادُ ما يَدُلُّ عَلَيْهِ مِن قَوْلٍ، وأشْهَرُ ذَلِكَ هو قَوْلُ: سُبْحانَ اللَّهِ وما يُرادِفُهُ مِنَ الألْفاظِ، ولِذَلِكَ كَثُرَ إطْلاقُ التَّسْبِيحِ وما يُشْتَقُّ مِنهُ عَلى الصَّلَواتِ في آياتٍ كَثِيرَةٍ وآثارٍ. (ص-٨٥)والباءُ في قَوْلِهِ ﴿بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ لِلْمُصاحَبَةِ، جَمْعًا بَيْنَ تَعْظِيمِ اللَّهِ بِالتَّنْزِيهِ عَنِ النَّقائِصِ، وبَيْنَ الثَّناءِ عَلَيْهِ بِأوْصافِ الكَمالِ. و﴿حِينَ تَقُومُ﴾ وقْتَ الهُبُوبِ مِنَ النَّوْمِ، وهو وقْتُ اسْتِقْبالِ أعْمالِ اليَوْمِ وعِنْدَهُ تَتَجَدَّدُ الأسْبابُ الَّتِي مِن أجْلِها أُمِرَ بِالصَّبْرِ والتَّسْبِيحِ والحَمْدِ. فالتَّسْبِيحُ: مُرادٌ بِهِ الصَّلاةُ. والقِيامُ: جَعْلُ وقْتٍ لِلصَّلَواتِ: إمّا لِلنَّوافِلِ، وإمّا لِلصَّلاةِ الفَرِيضَةِ وهي الصُّبْحُ. وقِيلَ: التَّسْبِيحُ قَوْلُهُ (سُبْحانَ اللَّهِ) . والقِيامُ: الِاسْتِعْدادُ لِلصَّلاةِ أوِ الهُبُوبُ مِنَ النَّوْمِ ورُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مالِكٍ وابْنِ زَيْدٍ والضَّحّاكِ عَلى تَقارُبٍ بَيْنَ أقْوالِهِمْ، أيْ: يَقُولُ القائِمُ: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ أوْ سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ ولا إلَهَ غَيْرُكَ. وعَنْ عَوْفِ بْنِ مالِكٍ وابْنِ مَسْعُودٍ وجَماعَةٍ: أنَّ المُرادَ بِالقِيامِ القِيامُ مِنَ المَجْلِسِ لِما رَوى التِّرْمِذِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ النَّبِيءَ ﷺ قالَ «مَن جَلَسَ مَجْلِسًا فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقالَ قَبْلَ أنْ يَقُومَ مِن مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا أنْتَ أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إلَيْكَ، إلّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مَجْلِسِهِ» ذَلِكَ ولَمْ يَذْكُرْ أنَّهُ قَرَأ هَذِهِ الآيَةَ. ومِنَ اللَّيْلِ، أيْ: زَمَنًا هو بَعْضُ اللَّيْلِ، فَيَشْمَلُ وقْتَ النَّهْيِ لِلنَّوْمِ وفِيهِ تَتَوارَدُ عَلى الإنْسانِ ذِكْرَياتُ مَهَمّاتِهِ، ويَشْمَلُ وقْتَ التَّهَجُّدِ في اللَّيْلِ. وقَوْلُهُ ”فَسَبِّحْهُ“ اكْتِفاءٌ، أيْ: واحْمِدْهُ. وانْتَصَبَ ﴿وإدْبارَ النُّجُومِ﴾ عَلى الظَّرْفِيَّةِ؛ لِأنَّهُ عَلى تَقْدِيرِ: ووَقْتَ إدْبارِ النُّجُومِ. والإدْبارُ: رُجُوعُ الشَّيْءِ مِن حَيْثُ جاءَ؛ لِأنَّهُ يَنْقَلِبُ إلى جِهَةِ الدُّبُرِ، أيِ الظَّهْرِ. وإدْبارُ النُّجُومِ: سُقُوطُ طَوالِعُها، فَإطْلاقُ الإدْبارِ هُنا مَجازٌ في المُفارَقَةِ (ص-٨٦)والمُزايَلَةِ، أيْ: عِنْدَ احْتِجابِ النُّجُومِ. وفي الحَدِيثِ ”إذا أقْبَلَ اللَّيْلُ مِن هاهُنا - الإشارَةُ إلى المَشْرِقِ - وأدْبَرَ النَّهارُ مِن هاهُنا - الإشارَةُ إلى جِهَةِ الغَرْبِ - فَقَدْ أفْطَرَ الصّائِمُ“ . وسُقُوطُ طَوالِعِها الَّتِي تَطْلُعُ: أنَّها تَسْقُطُ في جِهَةِ المَغْرِبِ عِنْدَ الفَجْرِ إذا أضاءَ عَلَيْها ابْتِداءَ ظُهُورِ شُعاعِ الشَّمْسِ، فَإدْبارُ النُّجُومِ: وقْتُ السَّحَرِ، وهو وقْتٌ يَسْتَوْفِي فِيهِ الإنْسانُ حَظَّهُ مِنَ النَّوْمِ ويَبْقى فِيهِ مَيْلٌ إلى اسْتِصْحابِ الدَّعَةِ، فَأُمِرَ بِالتَّسُبِيحِ فِيهِ لِيَفْصِلَ بَيْنَ النَّوْمِ المُحْتاجِ إلَيْهِ وبَيْنَ التَّناوُمِ النّاشِئِ عَنِ التَّكاسُلِ، ثُمَّ إنْ وجَدَ في نَفْسِهِ بَعْدَ التَّسْبِيحِ حاجَةً إلى غَفْوَةٍ مِنَ النَّوْمِ اضْطَجَعَ قَلِيلًا إلى أنْ يَحِينَ وقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ، كَما «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَضْطَجِعُ بَعْدَ صَلاةِ الفَجْرِ حَتّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ بِصَلاةِ الصُّبْحِ» . والنُّجُومُ: جَمْعُ نَجْمٍ وهو الكَوْكَبُ الَّذِي يُضِيءُ في اللَّيْلِ غَيْرُ القَمَرِ، وتَقَدَّمَ قَوْلُهُ تَعالى ﴿وسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ والنُّجُومُ﴾ [النحل: ١٢] في سُورَةِ النَّحْلِ. والآيَةُ تُشِيرُ إلى أوْقاتِ الرَّغائِبِ مِنَ النَّوافِلِ وهي صَلاةُ الفَجْرِ والأشْفاعِ بَعْدَ العِشاءِ وقِيامِ آخِرِ اللَّيْلِ. وقِيلَ: أشارَتْ إلى الصَّلَواتِ الخَمْسِ بِوَجْهِ الإجْمالِ وبَيَّنَتْهُ السُّنَّةُ. * * * (ص-٨٧)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ النَّجْمِ سُمِّيَتْ سُورَةَ النَّجْمِ بِغَيْرِ واوٍ في عَهْدِ أصْحابِ النَّبِيءِ ﷺ، فَفي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ «أنَّ النَّبِيءَ ﷺ قَرَأ سُورَةَ النَّجْمِ فَسَجَدَ بِها فَما بَقِيَ أحَدٌ مِنَ القَوْمِ إلّا سَجَدَ فَأخَذَ رَجُلٌ كَفًّا مِن حَصْباءَ أوْ تُرابٍ فَرَفَعَهُ إلى وجْهِهِ. وقالَ: يَكْفِينِي هَذا. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَقَدْ رَأيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كافِرًا. وهَذا الرَّجُلُ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ» . وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ «أنَّ النَّبِيءَ ﷺ سَجَدَ بِالنَّجْمِ وسَجَدَ مَعَهُ المُسْلِمُونَ والمُشْرِكُونَ» . فَهَذِهِ تَسْمِيَةٌ لِأنَّها ذُكِرَ فِيها النَّجْمُ. وسَمُّوها سُورَةَ والنَّجْمِ بِواوٍ بِحِكايَةِ لَفْظِ القُرْآنِ الواقِعِ في أوَّلِهِ وكَذَلِكَ تَرْجَمَها البُخارِيُّ في التَّفْسِيرِ والتِّرْمِذِيُّ في جامِعِهِ. ووَقَعَتْ في المَصاحِفِ والتَّفْسِيرِ بِالوَجْهَيْنِ وهو مِن تَسْمِيَةِ السُّورَةِ بِلَفْظٍ وقْعَ في أوَّلِها وهو لَفْظُ (النَّجْمِ) أوْ حِكايَةُ لَفْظِ (والنَّجْمِ) . وسَمُّوها (والنَّجْمِ إذا هَوى) كَما في حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ في الصَّحِيحَيْنِ «أنَّ النَّبِيءَ ﷺ قَرَأ: ”والنَّجْمِ إذا هَوى“ فَلَمْ يَسْجُدْ»،، أيْ: في زَمَنٍ آخَرَ غَيْرِ الوَقْتِ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وابْنُ عَبّاسٍ. وهَذا كُلُّهُ اسْمٌ واحِدٌ مُتَوَسَّعٌ فِيهِ فَلا تُعَدُّ هَذِهِ السُّورَةُ بَيْنَ السُّوَرِ ذَواتِ أكْثَرَ مِنِ اسْمٍ. وهِيَ مَكِّيَّةٌ، قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: بِإجْماعِ المُتَأوِّلِينَ. وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وقَتادَةَ اسْتِثْناءَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الإثْمِ والفَواحِشَ إلّا اللَّمَمَ﴾ [النجم: ٣٢] الآيَةَ قالا: هي آيَةٌ مَدَنِيَّةٌ. وسَنَدُهُ ضَعِيفٌ. وقِيلَ: ونُسِبَ إلى الحَسَنِ البَصْرِيِّ: أنَّ السُّورَةَ كُلَّها مَدَنِيَّةٌ، وهو شُذُوذٌ. وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ هي أوَّلُ سُورَةٍ أعْلَنَها رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِمَكَّةَ. (ص-٨٨)وهِيَ السُّورَةُ الثّالِثَةُ والعِشْرُونَ في عَدِّ تَرْتِيبِ السُّوَرِ. نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَةِ الإخْلاصِ وقَبْلَ سُورَةِ عَبَسَ. وعَدَّ جُمْهُورُ العادِّينَ آيَها إحْدى وسِتِّينَ، وعَدَّها أهْلُ الكُوفَةِ اثْنَتَيْنِ وسِتِّينَ. قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: سَبَبُ نُزُولِها أنَّ المُشْرِكِينَ قالُوا: إنَّ مُحَمَّدًا يَتَقَوَّلُ القُرْآنَ ويَخْتَلِقُ أقْوالَهُ، فَنَزَلَتِ السُّورَةُ في ذَلِكَ. أغْراضُ هَذِهِ السُّورَةِ أوَّلُ أغْراضِها تَحْقِيقُ أنَّ الرَّسُولَ ﷺ صادِقٌ فِيما يُبَلِّغُهُ عَنِ اللَّهِ تَعالى، وأنَّهُ مُنَزَّهٌ عَمّا ادَّعَوْهُ. وإثْباتُ أنَّ القُرْآنَ وحْيٌ مِن عِنْدِ اللَّهِ بِواسِطَةِ جِبْرِيلَ. وتَقْرِيبُ صِفَةِ نُزُولِ جِبْرِيلَ بِالوَحْيِ في حالَيْنِ زِيادَةٌ في تَقْرِيرِ أنَّهُ وحْيٌ مِنَ اللَّهِ واقِعٌ لا مَحالَةَ. وإبْطالُ إلَهِيَّةِ أصْنامِ المُشْرِكِينَ. وإبْطالُ قَوْلِهِمْ في اللّاتِ والعُزّى ومَناةَ: بَناتُ اللَّهِ، وأنَّها أوْهامٌ لا حَقائِقَ لَها وتَنْظِيرُ قَوْلِهِمْ فِيها بِقَوْلِهِمْ في المَلائِكَةِ أنَّهم إناثٌ. وذَكَرَ جَزاءَ المُعْرِضِينَ والمُهْتَدِينَ وتَحْذِيرَهم مِنَ القَوْلِ في هَذِهِ الأُمُورِ بِالظَّنِ دُونَ حُجَّةٍ. وإبْطالُ قِياسِهِمْ عالَمَ الغَيْبِ عَلى عالَمِ الشَّهادَةِ وأنَّ ذَلِكَ ضَلالٌ في الرَّأْيِ قَدْ جاءَهم بِضِدِّهِ الهُدى مِنَ اللَّهِ. وذُكِرَ لِذَلِكَ مِثالٌ مِن قِصَّةِ الوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةِ، أوْ قِصَّةِ ابْنِ أبِي سَرْحٍ. وإثْباتُ البَعْثِ والجَزاءِ. (ص-٨٩)وتَذْكِيرُهم بِما حَلَّ بِالأُمَمِ ذاتِ الشِّرْكِ مِن قَبْلِهِمْ وبِمَن جاءَ قَبْلَ مُحَمَّدٍ ﷺ مِنَ الرُّسُلِ أهْلِ الشَّرائِعِ. وإنْذارُهم بِحادِثَةٍ تَحُلُّ بِهِمْ قَرِيبًا. وما تَخَلَّلَ ذَلِكَ مِن مُعْتَرِضاتٍ ومُسْتَطْرِداتٍ لِمُناسَباتِ ذِكْرِهِمْ عَنْ أنْ يَتْرُكُوا أنْفُسَهم. وأنَّ القُرْآنَ حَوى كُتُبَ الأنْبِياءِ السّابِقِينَ.
Previous Ayah