You are reading a tafsir for the group of verses 38:77 to 38:78
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
﴿قالَ فاخْرُجْ مِنها فَإنَّكَ رَجِيمٌ﴾ ﴿وإنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِيَ إلى يَوْمِ الدِّينِ﴾ عاقَبَهُ اللَّهُ عَلى ما بَرَزَ مِن نَفْسانِيَّتِهِ فَخالَفَ ما كانَ مِن طَرِيقَتِهِ فَأطْرَدَهُ مِنَ المَلَأِ الأعْلى ومِنَ الجَنَّةِ، وضَمِيرُ ”قالَ“ عائِدٌ إلى اللَّهِ تَعالى عَلى طَرِيقَةِ حِكايَةِ المُقاوَلاتِ. وفُرِّعَ أمْرُهُ بِالخُرُوجِ مِنَ الجَنَّةِ بِالفاءِ عَلى ما تَقَدَّمَهُ مِنَ السُّؤالِ والجَوابِ لِأنَّ جَوابَهُ دَلَّ عَلى كَوْنِ خُبْثٍ في نَفْسِهِ بِدَتْ آثارُهُ في عَمَلِهِ فَلَمْ يَصْلُحْ لِمُخالَطَةِ أهْلِ المَلَأِ الأعْلى. وتَقَدَّمَ تَفْسِيرُ نَظِيرِ هَذِهِ الآيَةِ في سُورَةِ الحِجْرِ.
واللَّعْنَةُ: الإبْعادُ مِن رَحْمَةِ اللَّهِ، وأُضِيفَتْ إلى اللَّهِ لِتَشْنِيعِ مُتَعَلِّقِها وهو المَلْعُونُ لِأنَّ المَلْعُونَ مِن جانِبِ اللَّهِ هو أشْنَعُ مَلْعُونٍ.
وجُعِلَ ”يَوْمِ الدِّينِ“ غايَةَ اللَّعْنَةِ لِلدَّلالَةِ عَلى دَوامِها مُدَّةَ هَذِهِ الحَياةِ كُلِّها لِيَسْتَغْرِقَ الأزْمِنَةَ كُلَّها، ولَيْسَ المُرادُ حُصُولُ ضِدِّ اللَّعْنَةِ لَهُ يَوْمَ الدِّينِ، أعْنِي: الرَّحْمَةَ؛ لِأنَّ يَوْمَ الدِّينِ يَوْمُ الجَزاءِ عَلى الأعْمالِ، فَجَزاءُ المَلْعُونِ العَذابُ الألِيمُ كَما أنْبَأ بِذَلِكَ التَّعْبِيرُ بِـ ”يَوْمِ الدِّينِ“ دُونَ: يَوْمِ يَبْعَثُونَ، أوْ يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ.