undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
3
ثم بين - سبحانه - سوء عاقبة من يأتى بالسيئات فقال : ( وَمَن جَآءَ بالسيئة فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النار ) .قال ابن كثير : قال ابن مسعود : وأبو هريرة ، وابن عباس ، وأنس بن مالك ، وعطاء ، وسعيد بن جبير ، وغيرهم : ( مَن جَآءَ بالسيئة ) أى الشرك .ولعل مما يؤيد أن المراد بالسيئة هنا : الشرك . قوله - تعالى - : ( فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النار ) لأن هذا الجزاء الشديد ، يتناسب مع رذيلة الشرك - والعياذ بالله - .أى : ومن جاء بالفعلة الشنيعة فى السوء ، وهى الإشراك بالله ( فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النار ) أى : فألقوا بسبب شركهم فى النار على وجوههم منكوسين .يقال : كب فلان فلانا على وجهه ، وأكبه ، إذا نكسه وقلبه على وجهه .وفى كبهم على وجوههم فى النار ، زيادة فى إهانتهم وإذلالهم لأن الوجه هو مجمع المحاسن ، ومحل المواجهة للغير .والاستفهام فى قوله - تعالى - : ( هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) لزيادة توبيخهم وتقريعهم والجملة بإضمار قول محذوف .أى : والذين جاءوا بالأفعال السيئة فى دنياهم ، يكبون على وجوههم فى النار يوم القيامة ، ويقال لهم على سبيل الزجر والتأنيب : ما حل بكم من عذاب هو بسبب أعمالكم وشرككم .وكون المراد بالسيئة هنا الشرك ، لا يمنع من أن الذى يرتكب السيئات من المسلمين ، يعاقب عليها ما لم يتب منها فالله - تعالى - يقول : ( لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ ولا أَمَانِيِّ أَهْلِ الكتاب مَن يَعْمَلْ سواءا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ الله وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً )