undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
3
ثم انتقلت السورة الكريمة إلى لفت أنظارهم إلى حقائق كونية أخرى يشاهدونها بأعينهم ، ويحسونها بحواسهم . فقال - تعالى - : ( أَمَّن جَعَلَ الأرض قَرَاراً ) والقرار : المكان الذى يستقر فيه الإنسان ، ويصلح لبناء حياته عليه .أى : بل قولوا لنا - أيها المشركون : من الذى جعل هذه بالأرض التى تعيشون عليها ، مكانا صالحا لاستقراركم ، ولحرثكم ، ولتبادل المنافع فيما بينكم ، ومن الذى دحاها وسواها وجعلها بهذه الطريقة البديعة .ومن الذى ( وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ ) أى : جعل فيما بينها ( أَنْهَاراً ) تجرى بين أجزائها ، لتنتفعوا بمياه هذه الأنهار فى شربكم ، وفى غير ذلك من شئون حياتكم . ومن الذى ( وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ ) أى : جعل لصلاح حالها جبالا ثوابت ، تحفظها من أن تضطرب بكم .ومن الذى : ( جَعَلَ بَيْنَ البحرين ) أى : جعل بين البحر العذب والبحر الملح ( حَاجِزاً ) يجعلهما لا يختلطان ولا يمتزجان .ثم يأتى الاستفهام الإنكارى ( أإله مَّعَ الله ) ؟ أى : أإله مع الله - تعالى - هو الذى فعل ذلك؟ كلا ، ليس مع الله - تعالى - آلهة أخرى فعلت ذلك .( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) أى : بل أكثر هؤلاء المشركين ، لا يعلمون الأمور على وجهها الصحيح ، لجهلهم ، وعكوفهم على ما ورثوه عن آبائهم بدون تفكير أو تدبر .وعبر بأكثرهم ، لأن هناك قلة منهم تعلم الحق ، لكنها تنكره جحودا وعنادا .