undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
3
ثم حكى - سبحانه - بعد ذلك ما كان من سليمان عندما رأى الهدية ، فقال - تعالى - : ( فَلَمَّا جَآءَ سُلَيْمَانَ . . ) .فى الكلام يفهم من السياق ، وتقتضيه بلاغة القرآن الكريم والتقدير : وهيأت ملكة سبأ الهدية الثمينة لسليمان - عليه السلام- . وأرسلتها مع من اختارتهم من قومها لهذه المهمة ، فلما جاء سليمانن أى : فلما وصل الرسل إلى سليمان ومعهم هدية ملكتهم إليه .فلما رآها قال - على سبيل الإنكار والاستخفاف بتلك الهدية - : ( أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ ) أى : أتقدمون إلى هذا المال الزائل والمتمثل فى تلك الهدية لأكف عن دعوتكم إلى إتيانى وأنتم مخلصون العبادة لله - تعالى - وحده . وتاركون لعبادة غيره؟كلا لن ألتفت إلى هديتكم ( فَمَآ آتَانِيَ الله ) من النبوة والملك الواسع ( خَيْرٌ مِّمَّآ آتَاكُمْ ) من أموال من جملتها تلك الهدية .فالجملة الكريمة تعليل لإنكاره لهديتهم ، ولاستخفافه بها ، وسخريته منها .وقوله - سبحانه - : ( بَلْ أَنتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ) إضراب عما ذكره من إنكاره لتلك الهدية وتعليله لهذا الإنكار ، إلى بيان ما هم عليه من ضيق فى التفكير ، حيث أوهموا أن هذه الهدية ، قد تفيد فى صرف سليمان عن دعوتهم إلى وحدانية الله -تعالى - ، وقد تحمله على تركهم وشأنهم .أى : افهموا - أيها الرسل - وقولوا لمن أرسلكم بتلك الهدية : إن سليمان ما آتاه الله من خير ، أفضل مما آتاكم ، وإنه يقول لكم جميعا : انتفعوا أنتم بهديتكم وافرحوا بها ، لأنكم لا تفكرون إلا فى متع الحياة الدنيا ، أما أنا ففى غنى عن هداياكم ولا يهمنى إلا إيمانكم .