You are reading a tafsir for the group of verses 20:74 to 20:76
انه من يات ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى ٧٤ ومن ياته مومنا قد عمل الصالحات فاولايك لهم الدرجات العلى ٧٥ جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذالك جزاء من تزكى ٧٦
إِنَّهُۥ مَن يَأْتِ رَبَّهُۥ مُجْرِمًۭا فَإِنَّ لَهُۥ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ٧٤ وَمَن يَأْتِهِۦ مُؤْمِنًۭا قَدْ عَمِلَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَـٰتُ ٱلْعُلَىٰ ٧٥ جَنَّـٰتُ عَدْنٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ ٧٦
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
3
(ص-٢٦٨)﴿إنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها ولا يَحْيا﴾ ﴿ومَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ العُلى﴾ ﴿جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهُرُ خالِدِينَ فِيها وذَلِكَ جَزاءُ مَن تَزَكّى﴾ . هَذِهِ الجُمَلُ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ حِكايَةِ قِصَّةِ السَّحَرَةِ وبَيْنَ ذِكْرِ قِصَّةِ خُرُوجِ بَنِي إسْرائِيلَ، ساقَها اللَّهُ مَوْعِظَةً وتَأْيِيدًا لِمَقالَةِ المُؤْمِنِينَ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ. وقِيلَ: هي مِن كَلامِ أُولَئِكَ المُؤْمِنِينَ. ويُبْعِدُهُ أنَّهُ لَمْ يَحْكِ نَظِيرَهُ عَنْهم في نَظائِرِ هَذِهِ القِصَّةِ. والمُجْرِمُ: فاعِلُ الجَرِيمَةِ، وهي المَعْصِيَةُ والفِعْلُ الخَبِيثُ. والمُجْرِمُ في اصْطِلاحِ القُرْآنِ هو الكافِرُ، كَقَوْلِهِ تَعالى (﴿إنَّ الَّذِينَ أجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ﴾ [المطففين: ٢٩]) . واللّامُ في (﴿لَهُ جَهَنَّمَ﴾) لامُ الِاسْتِحْقاقِ، أيْ هو صائِرٌ إلَيْها لا مَحالَةَ، ويَكُونُ عَذابُهُ مُتَجَدِّدًا فِيها؛ فَلا هو مَيِّتٌ لِأنَّهُ يُحِسُّ بِالعَذابِ ولا هو حَيٌّ لِأنَّهُ في حالَةِ المَوْتِ أهْوَنُ مِنها، فالحَياةُ المَنفِيَّةُ حَياةٌ خاصَّةٌ وهي الحَياةُ الخالِصَةُ مِنَ العَذابِ والآلامِ. وبِذَلِكَ لَمْ يَتَناقَضْ نَفْيُها مَعَ نَفْيِ المَوْتِ، وهو كَقَوْلِ عَبّاسِ بْنِ مِرْداسٍ: ؎وقَدْ كُنْتُ في الحَرْبِ ذا تُدْرَأٍ فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا ولَمْ أُمْنَعِ ولَيْسَ هَذا مِن قَبِيلِ قَوْلِهِ (﴿إنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ ولا بِكْرٌ﴾ [البقرة: ٦٨]) ولا قَوْلُهُ (﴿زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ﴾ [النور: ٣٥]) . (ص-٢٦٩)وأمّا خُلُودُ غَيْرِ الكافِرِينَ في النّارِ مِن أهْلِ الكَبائِرِ فَإنَّ قَوْلَهُ (﴿لا يَمُوتُ فِيها ولا يَحْيا﴾) جَعَلَها غَيْرَ مَشْمُولَةٍ لِهَذِهِ الآيَةِ. ولَها أدِلَّةٌ أُخْرى اقْتَضَتْ خُلُودَ الكافِرِ وعَدَمُ خُلُودِ المُؤْمِنَ العاصِي. ونازَعَنا فِيها المُعْتَزِلَةُ والخَوارِجُ. ولَيْسَ هَذا مَوْضِعُ ذِكْرِها وقَدْ ذَكَرْناها في مَواضِعِها مِن هَذا التَّفْسِيرِ. والإتْيانُ بِاسْمِ الإشارَةِ في قَوْلِهِ (﴿فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ﴾) لِلتَّنْبِيهِ عَلى أنَّهم أحْرِياءُ بِما يُذْكَرُ بَعْدَ اسْمِ الإشارَةِ مِن أجْلِ ما سَبَقَ اسْمَ الإشارَةِ. وتَقَدَّمَ مَعْنى (عَدْنٍ) وتَفْسِيرُ (﴿تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهارُ﴾) في قَوْلِهِ تَعالى (﴿وعَدَ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهارُ خالِدِينَ فِيها ومَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدْنٍ﴾ [التوبة: ٧٢]) في سُورَةِ بَراءَةٌ. والتَّزَكِّي: التَّطَهُّرُ مِنَ المَعاصِي.