ما ننزل الملايكة الا بالحق وما كانوا اذا منظرين ٨
مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةَ إِلَّا بِٱلْحَقِّ وَمَا كَانُوٓا۟ إِذًۭا مُّنظَرِينَ ٨
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
3
وقد رد الله - تعالى - عليهم بما يكبتهم ويخرس ألسنتهم فقال : ( مَا نُنَزِّلُ الملائكة إِلاَّ بالحق وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ ) .وقرأ الجمهور ( ما تنزل ) - بفتح التاء والزاى على أن أصله تتنزل - ورفع الملائكة على الفاعلية .وقرأ أبو بكر عن عاصم ( ما تنزل ) - بضم التاء وفتح الزاى على البناء للمجهول - ورفع الملائكة على أنه نائب فاعل .وقرأ الكسائى وحفص عن عاصم ( ما ننزل ) - بنون فى أوله وكسر الزاى - ونصب الملائكة على المفعولية والباء فى قوله ( إلا بالحق ) للملابسة .أى : ما ننزل الملائكة إلا تنزيلاً ملتبساً بالحق ، أى : بالوجه الذى تقتضيه حكمتنا وجرت به سنتنا ، كأن ننزلهم لإِهلاك الظالمين ، أو لتبليغ وحينا إلى رسلنا ، أو لغير ذلك من التكاليف التى نريدها ونقدرها ، والتى ليس منها ما اقترحه المشركون على رسولنا صلى الله عليه وسلم من قولهم ( لَّوْ مَا تَأْتِينَا بالملائكة إِن كُنتَ مِنَ الصادقين ) ، ولذا اقتضت حكمتنا ورحمتنا عدم إجابة مقترحاتهم .وقوله ( وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ ) بيان لما سيحل بهم فيما لو أجاب الله - تعالى - مقترحاتهم .و ( إذا ) حرف جواب وجزاء .و ( منظرين ) من الإِنظار بمعنى التأخير والتأجيل .وهذه الجملة جواب لجملة شرطية محذوفة ، تفهم من سياق الكلام ، والتقدير : ولو أنزل - سبحانه - الملائكة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبقى هؤلاء المشركون على شركهم مع ذلك ، لعوجلوا بالعقوبة المدمرة لهم ، وما كانوا إذا ممهلين أو مؤخرين ، بل يأخذهم العذاب بغتة .قال الإِمام الشوكانى : " قوله ( وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ ) فى الكلام حذف . والتقدير : ولو أنزلنا الملائكة لعوجلوا بالعقوبة ، وما كانوا إذا منظرين . فالجملة المذكورة جزاء للجملة الشرطية المحذوفة " .وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - ( وَقَالُواْ لولا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمر ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ ).