undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
3

القول في تأويل قوله تعالى : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)

قال أبو جعفر: وهذا فيما ذكر عن ابن عباس , خبرٌ من الله تعالى ذكره عن قِيل الشاهد أنه قال للمرأة وليوسف.

* * *

يعني بقوله: (يوسف) يا يوسف ، (أعرض عن هذا) ، يقول: أعرض عن ذكر ما كان منها إليك فيما راودتك عليه، فلا تذكره لأحد، (53) كما:-

19136 - حدثنا يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد في قوله: (يوسف أعرض عن هذا) ، قال: لا تذكره ,(واستغفري) أنت زوجك , يقول: سليه أن لا يعاقبك على ذنبك الذي أذنبتِ , وأن يصفح عنه فيستره عليك.

* * *

، (إنك كنت من الخاطئين) , يقول: إنك كنت من المذنبين في مراودة يوسف عن نفسه.

* * *

يقال منه: " خَطِئ" في الخطيئة " يخطَأ خِطْأً وخَطَأً" (54) كما قال جل ثناؤه: إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا [سورة الإسراء: 31]، و " الخطأ " في الأمر.

وحكي في" الصواب " أيضًا " الصوابُ"، و " الصَّوْبُ"، (55) كما قال: الشاعر: (56)

لَعَمْــرُكَ إِنَّمَــا خَـطَئِي وَصَـوْبِي

عَــلَيَّ وَإِنَّ مَــا أَهْلَكْــتُ مَــالُ (57)

وينشد بيت أمية:

عِبَــادُكَ يُخْــطِئُونَ وَأَنْــتَ رَبٌّ

بِكَـــفَّيْكَ الْمَنَايَـــا وَالْحُـــتُومُ (58)

من خطئ الرجل.

* * *

وقيل: (إنك كنت من الخاطئين) ، لم يقل: من الخاطئات , لأنه لم يقصد بذلك قصد الخبر عن النساء , وإنما قصد به الخبر عمَّن يفعل ذلك فيخطَأ.

* * *

----------------------

الهوامش:

(53) انظر تفسير" الإعراض" فيما سلف 15 : 407 ، تعليق : 1 ، والمراجع .

(54) انظر تفسير" خطئ" فيما سلف 2 : 110 / 6 : 143 .

(55) في المطبوعة والمخطوطة :" أيضًا الصواب ، والصوب" ، وكأن الصواب ما أثبت . وأخشى أن يكون :" والخطأ" و" الخطاء" في الأمر ، وحكي في" الصواب ..." ، يعني المقصور و الممدود .

(56) هو أوس بن غلفاء .

(57) نوادر أبي زيد : 47 ، طبقات فحول الشعراء : 140 ، مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 241 ، اللسان ( صوب ) ، من أبيات يقولها لامرأته :

أَلا قــالَتْ أُمَامَــةُ يَــوْمَ غُـوْلٍ :

تَقَطَّــعَ بِــابنِ غَلْفــاء الحِبــالُ

ذَرِينــي إنَّمــا خَـطَئِي وصَـوْبي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فَــإِنْ تَــرَنِي أُمَامَـة قَـلَّ مـالِي

وَأْلَهــانِي عَــنِ الغَــزْوِ ابْتِـذَالُ

فَقَـدْ ألْهُـو مَـعَ النَّفَـرِ النَّشَـاوَى

لِــيَ النَّسَـبُ المُـوَاصَلُ والخِـلالُ

(58) ديوانه : 4 ، واللسان ( خطأ ) ، ( حتم ) ، وقبل البيت :

سَــلامَكَ رَبَّنــا فِـي كُـلِّ فَجْـرٍ

بَرِيئًــا مــا تَلِيــقُ بِـكَ الذًّمُـومُ

وبعده :

غَــــدَاةَ يَقُــــولُ بَعْضُهُـــمْ

ألاَ يَــــاليْتَ أُمَّكُـــمُ عَقِيـــمُ

.